الهدف من الخَلق:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
سورة هود / الآیة 7 سورة هود / الآیة 8 ـ 11

فی هذه الآیة بُحثت ثلاث نقاط أساسیة:

المطلب الأوّل: یبحث عن خلق عالم الوجود ـ وخصوصاً بدایة الخلق ـ الذی یدل على قدرة الله وعظمته سبحانه (وهو الّذی خلق السّماوات والأرض فی ستّة أیّام...).

ولا حاجة لبیان أنّ المقصود من کلمة «الیوم» فی هذه الآیة لیس هو الیوم العادی الذی هو مجموع أربع وعشرین ساعة، لأنّ الأرض والسماء لم تکونا موجودتین حینئذ... فلا الکرة الأرضیة کانت موجودة، ولا حرکتها حول نفسها التی تُنتج أربعاً وعشرین ساعة بل المقصود منه ـ کما بینا سابقاً ـ هو الزمان، سواء کان قصیراً أو مدیداً جدّاً بحیث یبلغ ملیارات السنوات مثلا، وقد نبّهنا على هذا المعنى ـ فی ذیل الآیة 54 من سورة الأعراف ـ بشرح واف فی هذا المجال، فلا حاجة للتکرار والإعادة.

وذکرنا هُناک أنّ خلق العالم کان فی ستة أزمنة متوالیة ومتتابعة، مع أنّ الله قادر على أن یخلق العالم کلّه فی لحظة واحدة، وذلک لأنّ الخلق التدریجی یعطی صورة جدیدة ولوناً جدیداً وشکلا بدیعاً وتتبیّن قدرة الله وعظمته أکثر وأحسن.

فهو یرید أن یبیّن قدرته فی آلاف الصور لا بصورة واحدة، وحکمته فی آلاف الثیاب لا بثوب واحد، لتتیسر معرفته وکذلک معرفة حکمته وقدرته للناس، ولنجد الدلائل ـ من خلال عدد الأیّام والسنوات والقرون والأعصار التی مرّت على العالم ـ على معرفة الله!.. ثمّ یضیف سبحانه أن عرشه کان على الماء (وکانَ عرشهُ على الماء).

ومن أجل أن نفهم تفسیر هذه الجملة ینبغی أن نفهم المراد من کلمتی «العرش» و«الماء».

«فالعرش» فی الأصل یعنی السقف أو ما یکون له سقف، کما یطلق على الأسرّة العالیة کأسّرة الملوک والسلاطین الماضین، ویطلق أیضاً على خشب بعض الأشجار، وغیر ذلک.

ولکن هذه الکلمة استعملت بمعنى القدرة أیضاً ویقال «استوى فلان على عرشه» کنایة عن بلوغه القدرة کما یقال «ثُلَّ عرش فلان» کنایةً عن ذهاب قدرته (1) .

کما ینبغی الإلتفات إلى هذه الدقیقة، وهی أنّ العرش یطلق أحیاناً على عالم الوجود، لأنّ عرش قدرة الله یستوعب جمیع هذا العالم.

وأمّا «الماء» فمعناه معروف، وهو السائل المستعمل للشرب والتطهیر، إلاّ أنّه قد یطلق على کل سائل مائع کالفلزّات المائعة وما أشبه ذلک، وبضمیمة ما قلناه فی تفسیر هاتین الکلمتین یستفاد أنّه فی بدایة الخلق کان الکون بصورة مواد ذائبة «مع غازات مضغوطة للغایة، بحیث کانت على صورة مواد ذائبة أو مائعة».

وبعدئذ حدثت اهتزازات شدیدة وانفجارات عظیمة فی هذه المواد المتراکمة الذائبة، وأخذت تتقاذف أجزاء من سطحها إلى الخارج، وأخذ هذا الوجود المترابط بالإنفصال، ثمّ تشکلت بعد ذلک الکواکب السیّارة والمنظومات الشمسیة والأجرام السماویة.

فعلى هذا نقول: إنّ عالم الوجود ومرتکزات قدرة الله کانت مستقرة بادىء الأمر على المواد المتراکمة الذائبة، وهذا الأمر هو نفسه الذی اُشیر إلیه فی الآیة 30 من سورة الأنبیاء.

(أوَ لم یرَ الّذین کفروا أنّ السّماوات والأرض کانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء کلّ شیء حی...).

وفی الخُطبة الاُولى من نهج البلاغة إشارات واضحة إلى هذا المعنى ..

والمطلب الثّانی: الذی تشیر إلیه الآیة ـ آنفة الذکر ـ هو الهدف من خلق الکون، والقسم الأساس من ذلک الهدف یعود للإنسان نفسه الذی یمثل ذروة الخلائق... هذا الإنسان الذی کتب علیه أن یسیر فی طریق التعلیم والتربیة ویشقّ طریق التکامل نحو الله تعالى

یقول الله سبحانه: (لیبلوکم أیّکم أحسن عمل) أی لیختبرکم ویمتحنکم أیّکم الأفضل والأحسن عملا بهذه الدار الدنیا.

«لیبلوکم» کلمة مشتقّة من مادة «البلاء» و«الإبتلاء» ومعناها ـ کما أشرنا إلیه آنفاً ـ الاختبار والامتحان...

والامتحانات الإلهیة لیست من قبیل معرفة النفس وکشف الحالة التی علیها الإنسان فی محتواه الداخلی وفی فکره وروحه، بل بمعنى التربیة (تقدم شرح هذا الموضوع فی ذیل الآیة 155 من سورة البقرة) والطریف فی هذه الآیة أنّها تجعل قیمة کل إنسان بحسن عمله لا بکثرة عمله، وهذا یعنی أنّ الإسلام یستند دائماً إلى الکیفیة فی العمل لا إلى الکثرة والکمیة فیه.

وفی هذا المجال ینقل عن الإمام الصادق (علیه السلام) أنّه قال «لیس یعنی أکثرکم عملا ولکن أصُوَبکم عملا، وإنّما الإصابة خشیة الله والنیّة الصادقة. ثمّ قال: الإبقاء على العمل حتى یخلص أشدّ من العمل، والعمل الخالص الذی لا ترید أن یحمدک علیه أحد إلاّ الله عزَّوجلّ» (2) .

والمطلب الثّالث: الذی تشیر إلیه الآیة آنفة الذکر ـ هو مسألة المعاد الذی لا ینفصل ولا یتجزأ عن مسألة خلق العالم، وفیها بیان الهدف من الخلق وهو تکامل الإنسان وتکامل الإنسان یعنی التهّیؤ إلى الحیاة فی عالم أوسع وأکمل، ولذلک یقول سبحانه: (ولئن قلت إنّکم مبعوثون من بعد الموت لیقولنّ الّذین کفروا إن هذا إلاّ سحر مّبین).

وکلمة «هذا» التی وردت ـ فی الآیة آنفة الذکر ـ على لسان الکفّار، إشارة إلى کلام النّبی (صلى الله علیه وآله) فی شأن المعاد... أی إنّ ما تدّعیه أیّها النّبی فی شأن المعاد سحر مکشوف وواضح، فعلى هذا تکون کلمة السحر هنا بمعنى الکلام العاری عن الحقیقة، والقول الذی لا أساس له، وبتعبیر بسیط: الخدعة والسخریة !! لأنّ السَحَرة یُظهرون للناظرین بأعمالهم اُموراً لا واقع لها، ولهذا قد تطلق کلمة السحر على کل أمر عار عن الحقیقة ..

أمّا من یرى بأنّ «هذا» إشارة إلى القرآن المجید، لأنّ القرآن أخّاذ وفیه جاذبیة السحر فإنّه یجانب الصواب، لأنّ الآیة تتکلم عن المعاد ولا تتکلم عن القرآن، وإن کنّا لا ننکر أنّ القرآن فیه جاذبیة وأنّه أخّاذ للغایة.


1. قد یطلق «العرش» ویراد به «الکرسی» وله مفهوم آخر وقد بیّناه فی ذیل الآیة 225 من سورة البقرة.
2. تفسیر البرهان، ج 2، ص 207; أصول الکافی، ج 2، ص 16، ح 4.
سورة هود / الآیة 7 سورة هود / الآیة 8 ـ 11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma