إقتراح جدید من یوسف لاُخوته:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
سورة یوسف / الآیة 58 ـ 62 1ـ لماذا لم یظهر یوسف حقیقته لإخوته؟

وکما کان متوقّعاً، فقد تحسّنت الزراعة فی مصر خلال سبع سنوات متتالیة وذلک على أثر توالی الأمطار ووفرة ماء النیل وکثرته، ویوسف الذی کان مسؤولا عن الشؤون الاقتصادیة فی مصر ومشرفاً على خزائنها، أمر ببناء المخازن الکبیرة والصغیرة التی تستوعب الکمیّات الکبیرة من المواد الغذائیة وتحفظها عن الفساد، وقد أجبر أبناء الشعب على أن یبیعوا للدولة الفائض عن حاجتهم من الإنتاج الزراعی، وهکذا امتلأت المخازن بالمنتوجات الزراعیة والإستهلاکیة ومرّت سبع سنوات من الرخاء والوفرة، وبدأ القحط والجفاف یُظهر وجهه الکریه، ومنعت السّماء قطرها، فلم تینع ثمرة، ولم تحمل نخلة.

وهکذا أصاب عامّة الشعب الضیق وقلّت منتوجاتهم الزراعیة، لکنّهم کانوا على علم بخزائن الدولة وإمتلائها بالمواد الغذائیة، وساعدهم یوسف حیث استطاع ـ بخطّة محکمة ومنظّمة مع الأخذ بعین الاعتبار الحاجات المتزایدة، فی السنین القادمة ـ أن یرفع الضیق عن الشعب بأن باع لهم المنتوجات الزراعیة مراعیاً فی ذلک العدالة بینهم.

وهذا القحط والجفاف لم یکن مقتصراً على مصر وحدها، بل شمل البلدان المحطیة بها أیضاً، ومنهم شعب فلسطین وأرض کنعان المتاخمة لمصر والواقعة على حدودها فی الشمال الشرقی، وکانت عائلة یوسف تسکن هناک وقد تأثّرت بالجفاف، واشتدّ بهم الضیق، بحیث اضطرّ یعقوب أن یرسل جمیع أولاده ـ ما عدا بنیامین الذی أبقاه عنده بعد غیاب یوسف ـ إلى مصر، حیث سافروا مع قافلة کانت تسیر إلى مصر ووصلوا إلیها ـ کما قیل ـ بعد 18 یوماً.

وتذکر المصادر التاریخیّة أنّ الأجانب عند دخولهم إلى الأراضی المصریة کانوا ملزمین بتسجیل أسمائهم فی قوائم معیّنة لکی تعرض على یوسف، ومن هنا فحینما عرض الموظفون تقریراً على یوسف عن القافلة الفلسطینیة وطلبهم للحصول على المؤن والحبوب رأى یوسف أسماء اُخوته بینهم وعرفهم وأمر بإحضارهم إلیه، دون أن یتعرّف أحد على حقیقتهم وأنّهم اُخوته ..

یقول القرآن الکریم: (وجاء إخوة یوسف فدخلوا علیه فعرفهم وهم له منکرون) وکان طبیعیّاً أن لا یتعرّف إخوة یوسف علیه لأنّه فی جانب کان قد مضى على فراقهم إیّاه منذ أن أودعوه الجبّ وخرج منه ودخل إلى مصر ما یقرب من أربعین سنة، ومن جهة اُخرى کان لا یخطر ببالهم أنّ أخوهم صار عزیزاً لمصر، وحتى لو رأوا الشبه بین العزیز وبین أخیهم لحملوه على الصدفة.

إضافةً إلى هذا فإنّ ملابس یوسف تختلف عن السابق، ومن الصعب علیهم معرفة یوسف وهو فی ملابس أهل مصر، کما أنّ احتمال بقاء یوسف على قید الحیاة بعد هذه المدّة کان ضعیفاً عندهم، وعلى أیّة حال فإنّ إخوة یوسف قد اشتروا ما طلبوه من الحبوب ودفعوا ثمنه بالأموال أو الکُندر أو الأحذیة أو بسائر ما جلبوه معهم من کنعان إلى مصر.

أمّا یوسف فإنّه قد رحّب بإخوته ولاطفهم وفتح باب الحدیث معهم، قالوا: نحن عشرة إخوة من أولاد یعقوب، ویعقوب هو ابن إبراهیم الخلیل نبی الله العظیم، وأبونا أیضاً من أنبیاء الله العظام، وقد کبر سنّه وألمّ به حزن عمیق ملک علیه وجوده.

فسألهم یوسف: لماذا هذا الغمّ والحزن؟

قالوا: کان له ولد أصغر من جمیع إخوته وکان یحبّه کثیراً، فخرج معنا یوماً للنزهة والتفرّج والصید وغفلنا عنه فأکله الذئب، ومنذ ذلک الیوم وأبونا یبکی لفراقه.

نقل بعض المفسّرین أنّه کان من عادة یوسف أن لا یعطی ولا یبیع لکلّ شخص إلاّ حمل بعیر واحد، وبما أنّ إخوته کانوا عشرة فقد باع لهم 10 أحمال من الحبوب، فقالوا: إنّ لنا أباً شیخاً کبیراً عاجزاً عن السفر وأخاً صغیراً یرعى شؤون الأب الکبیر، فطلبوا من العزیز أن یدفع إلیهم حصّتهما، فأمر یوسف أن یضاف إلى حصصهم حملان آخران، ثمّ توجّه إلیهم مخاطباً إیّاهم وقال: إنّی أرى فی وجوهکم النبل والرفعة کما إنّکم تتحلّون بأخلاق طیبة، وقد ذکرتم انّ أباکم یحبّ أخاکم الصغیر کثیراً، فیتّضح أنّه یمتلک صفات ومواهب عالیة وفذّة ولهذا أحبّ أن أراه إضافة إلى هذا، فإنّ الناس هنا قد أساؤوا الظنّ بکم واتّهموکم، لأنّکم من بلد أجنبی، فأتوا بأخیکم الصغیر فی سفرکم القادم لتثبتوا صدقکم، وتدفعوا التّهمة عن أنفسکم.

وهنا یقول القرآن الکریم: إنّه حینما جهّزهم یوسف بجهازهم وأرادوا الرحیل عن مصر (ولمّا جهزّهم بجهازهم قال ائتونی بأخ لکم من أبیکم ألا ترون أنّی اُوفی الکیل وأنا خیر المنزلین) لکنّه ختم کلامه بتهدید مبطّن لهم، وهو إنّنی سوف أمنع عنکم المؤن والحبوب إذا لم تأتونی بأخیکم (فإن لم تأتونی به فلا کیل لکم عندی ولا تقربون)، وکان یوسف یحاول بشتّى الطرق، تارةً بالتهدید، واُخرى بالتحبّب، أن یلتقی بأخیه بنیامین ویبقیه عنده، وظهر من سیاق الآیات، أمران: أنّ الحبوب کانت تباع وتشترى فی مصر بالکیل لا بالوزن، واتّضح أیضاً أنّ یوسف کان یستقبل الضیوف ـ ومنهم اخوته ـ الذین کانوا یفدون إلى مصر بحفاوة بالغة ویستظیفهم بأحسن وجه.

وأجاب اخوة یوسف على طلب أخیهم: (قالوا سنراود عنه أباه وإنّا لفاعلون) ویستفاد من قوله (إنّا لفاعلون) وإجابتهم الصریحة لعزیز مصر، أنّهم کانوا مطمئنین إلى قدرتهم على التأثیر على أبیهم وأخذ الموافقة منه، وکیف لا یکونون مطمئنین بقدرتهم على ذلک وهم الذین استطاعوا بإصرارهم وإلحاحهم أن یفرّقوا بین یوسف وأبیه؟!

وأخیراً أمر یوسف رجاله بأن یضعوا الأموال التی اشتروا بها الحبوب فی رحالهم ـ جلباً لعواطفهم ـ (وقال لفتیانه اجعلوا بضاعتهم فی رحالهم لعلّهم یعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلّهم یرجعون).

سورة یوسف / الآیة 58 ـ 62 1ـ لماذا لم یظهر یوسف حقیقته لإخوته؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma