«القطع» بمعنى سواد اللیل. یقول المرحوم الطبرسی فی (مجمع البیان): القطع کأنّه جمع قطعة، ومعناه: سر بأهلک بعدما یمضی أکثر اللیل وتبقى قطعة منه.
ولکنّ الراغب الأصفهانی فی مفرداته یعتبر کلمة «قطع» بمعنى قطعة على صیغة المفرد، مع أنّ کثیراً من المفسّرین فسّروها بأواخر اللیل وعند السحر، ولعلّ تفسیرهم یعود إلى الآیات الاُخرى التی تحدّد هذا الوقت فی قصّة آل لوط (نجیناهم بسحر) (1) .
أیْ إنّهم خرجوا عندما کان عبّاد الشهوة غارقین فی نوم غفلتهم وقد أفسد وجودهم سکر الشراب والغرور والشهوات، فکانت المدینة مهیّئة لآل لوط فی الخروج بسلام.
ثمّ إنّ نزول العقاب کان فی الصباح عند شروق الشمس، ولعلّ انتخاب هذا الوقت کان لإعطاء المهلة لقوم لوط بعد أن فقدوا أبصارهم، عسى أن یتفکروا فی أمرهم فیعیدوا النظر فی شرکهم وعصیانهم، فکانت تلک اللیلة آخر فرصة لهم.
ویستفاد من بعض الرّوایات.. أنّ بعضاً منهم عندما کانوا فی طریق عودتهم إلى دورهم أقسموا أن لا یدعوا أحداً من آل لوط حیّاً عند الصباح، ولهذا نزل علیهم العذاب الإلهی فی ذلک الوقت (2) .