على خلاف ما یتصور البعض.. فإنّ القرآن لم یبشّر الناس دائماً بالنعم المادیة للجنّة فقط، بل تحدّث مراراً عن النعم المعنویة أیضاً، والآیات مورد البحث نموذج واضح لذلک حیث نرى أنّ اوّل ما یواجه أهل الجنّة هناک هو الترحیب والبشارة من الملائکة لأهل الجنّة عند دخولهم فیها (ادخلوها بسلام آمین).
ومن النعم الروحیة الاُخرى التی أشارت إلیها هذه الآیات.. تطهیر الصدور من الأحقاد وکلّ الصفات المذمومة کالحسد والخیانة وما شابهها، والتی تذهب بروح الأخوّة.
وکذلک حذف الاعتبارات والامتیازات الاجتماعیة المغلوطة التی تخدش استقرار فکر وروح الإنسان، وهو ما ذکره فی وصف جلساتهم.
ومن نافلة القول.. أنّ (السلامة) و(الأمن) المجعولتین على رأس النعم الأخرویة، هما أساس لکلّ نعمة اُخرى، ولا یمکن الاستفادة الکاملة من أیّة نعمة بدونهما وهذا ما ینطبق حتى على الحیاة الدنیا، فالأمن والسلام أساس لکلّ نعیم ورخاء وإلاّ فلا.