بحوث

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
العناد والتعصب: سورة الحجر / الآیة 16 ـ 18

(شیع) جمع (شیعة)، ویطلق على المجموعة والفرقة التی تمتلک نهجاً مشترکاً.

یقول الراغب الأصفهانی فی کتاب (المفردات)، باب شیع: الشیاع الإنتشار والتقویة، یقال شاع الخبر أی کثر وقوى، وشاع القوم انتشروا وکثروا، وشیعت النّار بالحطب قویتها، والشیعة: من یتقوى بهم الإنسان.

أمّا العلاّمة الطبرسی فی (مجمع البیان) فیعتبر أنّ أصلها من المشایعة، وهی المتابعة، یقال شایع فلان فلاناً على أمره أی تابعه علیه، ومنه شیعة علی (علیه السلام) وهم الذین تابعوه على أمره ودانوا بإمامته، وفی حدیث أم سلمة عن النّبی (صلى الله علیه وآله): «شیعة علی هم الفائزون یوم القیامة» إشارة لهذا المعنى.

وعلی أیة حال.. فالشیاع بمعنى الإنتشار والتقویة، أو المشایعة بمعنى المتابعة، کلاهما دلیل على وجود نوع من الإتحاد والإرتباط الفکری والدینی فی مفهوم (الشیعة) و(التشیع).

وإطلاق لفظ (شیع) على الأقوام السابقة یدل على أنّهم فی قبال دعوة الأنبیاء علیهم السلام کانوا متحدین فی توجّههم ومتآزرین متعاضدین فی عملهم.

فإن کان لأهل الضلال هذا الإتحاد والتنسیق أفلا ینبغی لأتباع الحق أن یسیروا على نور هدیه متکاتفین ومتآزرین؟

مرجع الضمیر فی «نسلکه»: من لطف الباری جلَّ شأنه أنْ یوصل ویفهم آیاته للمجرمین والمخالفین بطرق شتى، عسى أن تستقر فی قلوبهم، ولکن عدم صلاحیة ولیاقة المحل یکون سبباً لخروجها من تلک الأجواف النتنة، فتبقى قلوباً غیر متأثرة، شبیهاً بمرور الغذاء النافع فی معدة مریضة فلا تتقبله وتقذفه إلى الخارج. (ویستفاد هذا المعنى من (السلوک) المادّة الأصلیة لعبارة «نسلکه»).

وعلى هذا الأساس فضمیر «نسلکه» یعود إلى «الذکر» أیْ القرآن کما ورد فی الآیات المتقدمة، وکذلک حال الضمیر فی (لا یؤمنون به) یعود إلیه أیضاً، أیْ: إنّهم مع کلّ ذلک لا یؤمنون بالذکر.

فنلحظ التوافق التام بین الضمیرین بالضبط کما جاء فی سورة الشعراء فی الآیتین 200 و201.

وذهب بعض المفسّرین إلى أنّ ضمیر «نسلکه» یعود إلى الإستهزاء المذکور فی الآیة المتقدمة علیها، فیکون المعنى: إنّا ندخل الإستهزاء والسخریة فی قلوبهم نتیجةً لذنوبهم وعنادهم.

ویکفینا لتضعیف هذا التّفسیر أن نقول: إنّه یُذهب بالتناسق بین الضمیرین.

ونستوحی کذلک من عبارة «نسلکه» أنّ على المبلّغ والمرشد أن لا یکتفی فی اداء وظیفته بایصال صوته الى أسماع الناس، بل علیه أن یطرق کلّ الآفاق حتى یوصل صوت الحق إلى القلوب لیقرّ فیها.

وبعبارة اُخرى، ینبغی الإستفادة من جمیع الوسائل.. السمعیة والبصریة، البرامج العملیة، الأدبُ ـ شعراً وقصة ـ والفن الأصیل الهادف، لتکون کلمة الحق واضحة لذوی القلوب الواعیة، والحجة تامة على مَنْ ظلم وعاند.

سُنّة الأوّلین: تفیدنا الآیة الآنفة الذکر بأنّ أسالیب أهل الضلال الرامیة لتخدیر الناس ومحاولة تفریقهم وإبعادهم عن أولیاء اللّه لا تختص بزمان ومکان معینین، بل هی ممارسة موجودة منذ القدم وباقیة ما بقی صراع الحق ضد الباطل على الأرض ولهذا لا ینبغی أن نستوحش من ذلک ونتراجع أمام المشاکل والعراقیل التی یدبرها الأعداء.

ولا نسمح للیأس من أنْ یدخل قلوبنا، ولا لأسالیب الأعداء من أن تفقدنا الثّقة بالنفس فذکر سنن الأوّلین فی القرآن ما هی إلاّ مواساة وتسلیة مؤثرة لقلوب دعاة الإیمان.

وإذا ما تصوّرنا یوماً أنّ نشر دعوة الحق ورفع رایة العدل والهدایة لا یواجهان بردّ فعل الأعداء، فإنّنا فی خطأ کبیر، وأقل ما فیه أنّنا سنصاب بحالة الیأس المهلکة، وما علینا إلاّ أن نستوعب مسیر خط الأنبیاء (علیهم السلام) فی مواجهاتهم لأعداء اللّه، وأن نجسّد ذلک الإستیعاب فی سلوکنا، بل وعلینا أن نزداد فی کلّ یوم عمقاً فی دعوتنا.

تفسیر (فظلّوا فیه یعرجون): یظهر هذا المقطع القرآنی ـ بوضوح ـ تصویراً لحال المعاندین، فلو أنّ باباً من السماء فتحت لهم وظلّوا یصعدون وینزلون من خلاله، لقالوا: سحرت عیوننا وحجبت عن رؤیة الواقع! (یبدو أنّ المراد من السماء هنا: الفضاء الخارجی الذی لا یمکن النفوذ منه بسهولة).

علماً بأنّ کلمة «ظلوا» تستعمل لاستمرار العمل فی النهار وتقابلها کلمة (باتوا) من البیتوتة باللّیل.

ویمیل إلى هذا المعنى غالب المفسّرین، ولکنّ العجیب أنّ بعض المفسّرین احتملوا عودة ضمیر «ظلّوا» إلى الملائکة، فیکون المعنى: أنّهم لو رأوا الملائکة تصعد وتنزل من السماء باُمّ أعینهم لما آمنوا أیضاً.

ولکن إضافةً لعدم انسجام هذا الاحتمال مع تسلسل الآیات السابقة واللاحقة التی تتحدث عن المشرکین، أنّ ذکر الملائکة إنّما ورد قبل ست آیات (فعودة الضمیر إلى الملائکة بعید جدّاً) فإنّ هذا المعنى یقلل من بلاغة العبارة القرآنیة، لأنّ القرآن یرید أن یقول أنّ المشرکین لایستسلمون للحق حتى لو صعدوا وهبطوا من السماء مراراً فی ساعات النهار.

معنى عبارة (سکرت أبصارن): جملة «سُکّرت» من مادة (سکر) أی: التغطیة.

ویراد بها: أنّ الکافرین المعاندین یقولون: قد غطّیت عیوننا عن رؤیة الواقعیات، وإذا رأینا أنفسنا نصعد إلى السماء وننزل إلى الأرض سنحکم على ذلک بأنّه وهم وخیال، کما فی ما یسمّى بالشعبذة التی یستفید صاحبها من خفة حرکة یده فیخدع أنظار الحاضرین بها.

ویضیفون القول: (بل نحن قوم مسحورون)، فبالرغم من أنّ الشعبذة هی لون من ألوان السحر، لکنّهم ربما یشیرون إلى ما هو أشدّ من الشعبذة التی تختص بخداع البصر فقط، ألا وهو السحر الکامل الذی یغطّی على کلّ وجود الانسان ویفقد معه الإحساس بکلّ ما هو واقع!

فلو أغلقنا عین إنسان ما فإنّه لا یفقد الشعور فی أنّه یُصَعَّد به إلى الأعلى أو یُنَزَّل إلى الأسفل.

فمعنى الآیة: لو أخذنا المشرکین إلى أقطار السماوات لقالوا أوّلاً: إنّنا أصبنا بالشعبذة، وبعد أن یجدوا أنّ هذه العملیة لا تتوقف على العین فقط فسیقولون حینها: إنّنا مسحورون!

العناد والتعصب: سورة الحجر / الآیة 16 ـ 18
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma