1ـ تبدیل الأرض غیر الأرض والسماوات

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
لا فائدة من مکرهم! 2ـ بدایة وختام سورة إبراهیم

قرأنا فی الآیات أعلاه أنّ فی یوم القیامة تبدّل الأرض غیر هذه الأرض وکذلک السّماوات، فهل التبدیل تبدیل ذاتی، أی أن تفنى هذه الأرض وتُخلق مکانها أرض اُخرى للقیامة؟ أم المقصود هو تبدیل الصفات، یعنی دمار ما فی الأرض والسّماوات وخلق أرض وسماوات جدیدة على أنقاضها؟ حیث تکون النسبة بینهما أنّ الثانیة أکمل من الاُولى.

الظاهر فی کثیر من الآیات القرآنیة أنّها تشیر إلى المعنى الثانی، ففی الآیة 21 من سورة الفجر یقول تعالى: (کلاّ إذا دکّت الأرض دکّاً دکّ) وفی الآیة الاُولى من سورة الزلزال یقول تعالى: (إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقاله) وفی الآیتین 14 و15 من سورة الحاقة (وحملت الأرض والجبال فدکّتا دکّة واحدة * فیومئذ وقعت الواقعة) وقوله تعالى: (ویسألونک عن الجبال فقل ینسفها ربّی نسفاً * فیذرها قاعاً صفصفاً * لا ترى فیها عوجاً ولا أمتاً * یومئذ یتّبعون الداعی لا عوج له وخشعت الأصوات للرّحمن فلا تسمع إلاّ همس)، (1) وقوله تعالى: (إذا الشّمس کُوّرت وإذا النّجوم إنکدرت وإذا الجبال سیّرت) وقوله تعالى فی الآیات 1 ـ 4 من سورة الإنفطار (إذا السّماء انفطرت * وإذا الکواکب انتثرت * وإذا البحار فجّرت * وإذا القبور بُعثرت).

یستفاد من مجموع هذه الآیات والآیات الاُخرى التی تتحدّث عن بعث الناس من القبور، أنّ النظام الحالی للعالم لا یبقى بهذه الصورة التی هو علیها، ولا یفنى فناءً تامّاً، بل تتغیّر صورة العالم وتعود الأرض مسطّحة مستویة ویبعث الناس فی أرض جدیدة (بالطبع تکون الأرض أکثر کمالا لأنّ الآخرة کلّ ما فیها أوسع وأکمل).

ومن الطبیعی أنّ عالمنا الیوم لیس له الإستعداد لتقبّل مشاهد الآخرة، وهو محدود المجال بالنسبة لحیاتنا الاُخرویة وکما قلنا مراراً: إنّ نسبة عالم الآخرة إلى عالم الدنیا کنسبة عالم الجنین فی الرحم إلى الدنیا.

والآیات التی تقول: (یوم کان مقداره ألف سنة ممّا تعدّون) (2) دلیل واضح على هذه الحقیقة.

من الطبیعی أنّنا لا نستطیع أن نصوّر الآخرة وخصائصها بشکل دقیق ـ کما هو حال الجنین فی بطن اُمّه لو إفترضنا أنّ له عقلا کاملا، فإنّه لا یستطیع أن یتصوّر عالم الدنیا ـ إلاّ أنّنا نعلم أنّه سوف یحدث تغییر عظیم لهذا العالم، حیث یتمّ تدمیره وتبدیله بعالم جدید، ومن الطریف ما ورد فی الرّوایات من أنّ الأرض تبدّل بخبزة نقیّة بیضاء یأکل الناس منها حتى یفرغ من الحساب.

وقد وردت هذه الرّوایات بطرق مختلفة فی تفسیر نور الثقلین، وأشار إلیها القرطبی فی تفسیره کذلک.

ولیس من المستبعد أن یکون المقصود من هذه الرّوایات أنّ الأرض سوف تغطّیها مادّة غذائیة یمکن للإنسان أن یستعملها بسهولة، ووصفها بالخبز لأنّه الأکثر احتواءً لهذه المادّة الغذائیة.


1. طه، 105 ـ 108.
2. السجدة، 5.
لا فائدة من مکرهم! 2ـ بدایة وختام سورة إبراهیم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma