طرح بعض المفسّرین هنا هذا السؤال، وخلاصته: نحن قرأنا فی الآیة أعلاه (ألا بذکر الله تطمئنّ القلوب) ومن جانب آخر فإنّ الآیة 2 من سورة الأنفال تقول: (إنّما المؤمنون الذین إذا ذکر الله وجلت قلوبهم) فهل إنّ هاتین الآیتین متناقضتین؟
الجواب: إنّ الطمأنینة المحمودة هی ما کانت فی مقابل العوامل المادیة التی تقلق الإنسان ـ کما أشرنا إلیه سابقاً ـ ولکن المؤمنین لابدّ وأن یکونوا قلقین فی مقابل مسؤولیاتهم، وبعبارة اُخرى: إنّ المؤمنین لا یشکون من الاضطراب المدمّر الذی یشکّل غالبیة أشکال القلق والاضطرابات، ولکن القلق البنّاء الذی یحسّ به الإنسان تجاه مسؤولیاته أمام الله فهو المطلوب ولابدّ منه، وهذا هو الخوف من الله (1) .