المفسدون فی الأرض:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
سورة الرعد / الآیة 25 ـ 26 1ـ من هو المفسد فی الأرض؟

بعد ما ذکرت الآیات السابقة صفات اُولی الألباب ودعاة الحقّ، أشارت هذه الآیات إلى قسم من الصفات الأصلیّة للمفسدین الذین فقدوا حظّهم من العلم والمعرفة حیث یقول جلّ وعلا: (والذین ینقضون عهد الله من بعد میثاقه ویقطعون ما أمر الله به أن یوصل ویفسدون فی الأرض اُولئک لهم اللعنة ولهم سوء الدّار).

فی الحقیقة یتلخّص فساد عقیدتهم فی الجمل الثلاث الآتیة:

نقض العهود الإلهیّة: وتشمل المواثیق الفطریة والعقلیّة والتشریعیّة.

قطع الصلات: وتشمل الصلة مع الله والرسل والناس ومع أنفسهم.

الإفساد فی الأرض: وهو نتیجة حتمیة لنقض العهود وقطع الصلات.

أو لیس المفسد هو الذی ینقض عهد الله ویقطع الصلات؟!

فهذا السعی من قبل هذه المجموعة من الأفراد بهدف الوصول إلى الأغراض المادّیة، وعوضاً من أن تصل بهم هذه الجهود المبذولة إلى الأهداف النّبیلة تُبعدهم عنها، لأنّ اللعن هو عبارة عن الإبتعاد من رحمة الله (1) .

ومن الظریف أنّ الدار هنا وفی الآیة السابقة جاءت بصیغة مطلقة، وهذه إشارة إلى أنّ الدار الحقیقیّة هی الدار الآخرة، وأی دار ما عداها فانیة وزائلة.

قوله تعالى: (الله یبسط الرّزق لمن یشاء ویقدر) وهذه إشارة لاُولئک الذین یسعون للحصول على دخل أکثر فهم یفسدون فی الأرض وینقضون عهد الله ویقطعون ما أمر الله به أن یوصل لکی یزیدوا من دخلهم المادّی، وهم غافلون عن هذه الحقیقة وهی أنّ الرزق ـ فی زیادته ونقصه ـ بید الله سبحانه وتعالى.

وبالإضافة إلى ذلک یمکن أن تکون هذه الجملة جواباً على سؤال مقدّر، وهو: کیف أنّ الله سبحانه وتعالى یرزق کلّ هؤلاء الناس الصالح منهم والطالح من فیض کرمه؟!

والآیة تجیب على هذا السؤال وتقول: (الله یبسط الرزق لمن یشاء) ومع ذلک فهو متاع قلیل وزائل، وما ینبغی السعی إلیه هو الآخرة والسعادة الأبدیّة.

وعلى أیّة حال فإنّ المشیئة الإلهیّة فی مجال الرزق هی أنّ الله سبحانه وتعالى لا یبسط الرزق لأحد بدون الاستفادة من الأسباب الطبیعیّة له «أبى الله أن یجری الاُمور إلاّ بأسبابها».

ثمّ تضیف الآیة (وفرحوا بالحیاة الدّنیا وما الحیاة الدّنیا فی الآخرة إلاّ متاع).

وقد ذکر «متاع» بصیغة النکرة لبیان تفاهة الدنیا بالمقارنة مع الآخرة.


1. یقول الراغب فی مفرداته: «اللعن» بمعنى الطرد مع الغضب، واللعن فی الآخرة تشیر إلى العقوبة وفی الدنیا الإبتعاد من رحمة الله، وإذا کان من قبل الناس فمعناه دعاء السوء.
سورة الرعد / الآیة 25 ـ 26 1ـ من هو المفسد فی الأرض؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma