موقف إخوة یوسف:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
سورة یوسف / الآیة 77 ـ 79 سورة یوسف / الآیة 80 ـ 82

وأخیراً إقتنع اُخوة یوسف بأنّ أخاهم (بنیامین) قد إرتکب فعلا شنیعاً وقبیحاً وإنّه قد شوّه سمعتهم وخذلهم عند عزیز مصر، فأرادوا أن یبرّأوا أنفسهم ویعیدوا ماء وجههم (قالوا إن یسرق فقد سرق أخ له من قبل) أی إنّه لو قام بالسرقة فهذا لیس بأمر عجیب منه فإنّ أخاه یوسف وهو أخوه لأبویه قد إرتکب مثل هذا العمل القبیح، ونحن نختلف عنهما فی النسب، وهکذا أرادوا أن یفصلوا بینهم وبین بنیامین ویربطوه بأخیه یوسف.

وحینما سمع یوسف کلامهم تأثّر بشدّة لکنّه کتم ما فی نفسه (فأسرّها یوسف فی نفسه ولم یبدها لهم) لأنّه کان عالماً بأنّهم قد افتروا علیه واتّهموه کذباً، إلاّ أنّه لم یرد علیهم وقال لهم باختصار وإقتضاب (قال أنتم شرّ مکان) أی إنّکم أحقر وأشرّ مکاناً ممّن تتّهمونه وتنسبون إلیه السرقة، أو أنتم أحقر الناس عندی.

ثمّ أضاف یوسف: إنّ الله سبحانه وتعالى أعلم بما تنسبون (والله أعلم بما تصفون).

الملاحظ هنا إنّه برغم أنّ إخوة یوسف إفتروا علیه زوراً واتّهموه بالسرقة لکی یبرّأوا أنفسهم، لکن لابدّ وأن تکون لهذه التّهمة أرضیة قدیمة بحیث تمسّک بها الإخوة فی تلک اللحظة الحرجة.

ومن هنا فقد قام المفسّرون بالبحث والتنقیب فی الرّوایات القدیمة والمصادر التاریخیة، ونقلوا ثلاثة نصوص فی هذا المجال:

الأوّل: أنّ یوسف بعد أن توفّیت اُمّه قضى فترة من طفولته عند عمّته، وقد کانت تکنّ له حبّاً عمیقاً، وحینما کبر یوسف وأراد یعقوب أن یفصله عنها، لم تَر عمّته حیلة ووسیلة للإحتفاظ بیوسف إلاّ بحیلة نسائیة وذلک بأن ربطت على خاصرته حزاماً أو شالا ممّا ترکه آل إسحاق، ثمّ إدّعت أنّ یوسف أراد سرقتها، فلابدّ من أن یعاد إلیها یوسف ـ وطبقاً للدستور والسنّة المتّبعة عندهم ـ عبداً قناً جزاءً له.

الثّانی: قیل إنّ امرأة من أرحام یوسف من اُمّه کان لها صنم تعبده، فأخذه یوسف وحطمه ورمى به على الطریق، فاتّهموه بالسرقة.

الثّالث: قیل أنّ یوسف کان یأخذ ـ أحیاناً ـ بعض الطعام من المائدة ویتصدّق به على الفقراء والمساکین، فعلم الإخوة بذلک واتّهموه بالسرقة.

لکن مثل هذه الأعمال لا تعدّ سرقة، لأنّ النّبیه یعرف أنّ ربط الحزام على الشخص دون علمه بأنّه ملک الغیر، أو کسر الصنم ورمیه على الطریق، أو أخذ الطعام من المائدة التی بسطها أبوه ویعلم أنّه یرضى بالتصدّق ببعضها للفقراء والمساکین، لا یعدّ سرقة ولا یجوز معاقبة من فعله بهذه التّهمة.

وعندما لاحظ الإخوة أنفسهم محاصرین بین أمرین، فمن جهة ـ وطبقاً للسنّة والدستور المتعیّن عندهم ـ لابدّ وأن یبقى أخوهم الصغیر بنیامین عند عزیز مصر ویقوم بخدمته کسائر عبیده، ومن جهة اُخرى فإنّهم قد أعطوا لأبیهم المواثیق والأیمان المغلّظة على أن یحافظوا على أخیهم بنیامین ویعودوا به سالماً إلیه، حینما وقعوا فی هذه الحالة توجّهوا إلى یوسف الذی کان مجهول الهویة عندهم، مخاطبین إیّاه (قالوا یاأیّها العزیز إنّ له أباً شیخاً کبیراً فخذ أحدنا مکانه) لکی نرجعه إلى أبیه ونکون قد وفینا بالوعد الذی قطعناه له، فإنّه شیخ کبیر ولا طاقة له بفراق ولده العزیز، فنرجو منک أن تترحّم علینا وعلى أبیه ف(إنّا نراک من المحسنین).

أمّا یوسف فإنّه قد واجه هذا الطلب بالإنکار الشدید و(قال معاذ الله أن نأخذ إلاّ من وجدنا متاعنا عنده) فإنّ العدل والإنصاف یقتضی أن یکون المعاقب هو السارق، ولیس بریئاً رضی بأن یتحمّل أوزار عمل غیره، ولو فعلنا لأمسینا من الظالمین (إنّا إذاً لظالمون).

والطریف أنّ یوسف لم ینسب لأخیه السرقة وإنّما عبّر عنه ب(من وجدنا متاعنا عنده). وهذا برهان على السلوک الحسن والسیرة المستقیمة التی کان ینتهجها یوسف فی حیاته.

سورة یوسف / الآیة 77 ـ 79 سورة یوسف / الآیة 80 ـ 82
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma