6ـ الدفاع عن المسجونین

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
5ـ أفضلیّة الجزاء المعنوی على سواه سورة یوسف / الآیة 58 ـ 62

برغم أنّ السجن لم یکن دائماً محلا للأخیار، بل یستضیف تارةً الأبریاء وتارةً المجرمین، لکنّ القواعد الإنسانیة تستوجب التعامل الحسن مع السجناء، حتى ولو کانوا مجرمین.

وقد یتصوّر البعض أنّ الدفاع عن المسجونین من مبتکرات العصر الحدیث، لکن المتّتبع للتاریخ الإسلامی یرى أنّه منذ الأیّام الاُولى لقیام دولة الإسلام کان رسول الله (صلى الله علیه وآله) یؤکّد ویوصی على التعامل الحسن مع الأسرى والمسجونین، کما قرأنا جمیعاً وصیّة علی (علیه السلام) فی حقّ المجرم الذی قام بإغتیاله (وهو عبدالرحمن بن ملجم المرادی) حیث أمر أن یرفق به وحتى إنّه (علیه السلام) بعث إلیه من اللبن الذی کان یشربه وعندما أرادوا قتله قال: ضربة بضربة.

کما أنّ یوسف حینما کان فی السجن کان یعدّ أخاً حمیماً وصدیقاً وفیّاً ومستشاراً أمیناً لجمیع نزلاء السجن، وحینما خرج من السجن، أمر أن یکتب ـ لجلب إنتباه العالمین ـ على بابه «هذا قبور الأحیاء، وبیت الأحزان، وتجربة الأصدقاء، وشماتة الأعداء» (1) .

وأظهر لهم بهذا الدعاء عطفه ومحبّته حیث قال: «اللهمّ اعطف علیهم بقلوب الأخیار، ولا تعم علیهم الأخبار» (2) .

والطریف أنّنا نقرأ فی سیاق الحدیث السابق أنّه: «فذلک یکون أصحاب السجن أعرف الناس بالأخبار فی کلّ بلدة».

وقد مرّت علینا هذه التجربة فی أیّام السجن، حیث کانت تصلنا الأخبار وبصورة منتظمة ـ إلاّ فی بعض الحالات النادرة ـ وعن طرق خفیّة لا یکشفها السجّانون، وکثیراً ما کان الذی یدخل إلى السجن یطّلع على بعض الأخبار التی لم یکن قد سمعها عندما کان فی الخارج، والحدیث عن هذا الموضوع طویل وقد یخرجنا عن هدف هذا الکتاب.


1. تفسیر نورالثّقلین، ج 2، ص 432.
2. المصدر السابق.
5ـ أفضلیّة الجزاء المعنوی على سواه سورة یوسف / الآیة 58 ـ 62
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma