3ـ الرقابة على الإستهلاک

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
2ـ أهمیّة المسائل الإقتصادیة والإداریة 4ـ مدح النفس

الملاحظ فی القضایا الاقتصادیة أنّه قد لا تکون (زیادة الإنتاج) بمکان من الأهمیّة بقدر أهمیّة (الرقابة على الاستهلاک) ومن هنا نشاهد أنّ یوسف فی أیّام حکومته، حاول ـ بشدّة ـ أن یسیطر على الاستهلاک الداخلی فی سنوات الوفرة لکی یتمکّن من الإحتفاظ بجزء کبیر من المنتوجات الزراعیة لسنوات القحط والمجاعة القادمة، وفی الحقیقة أنّ زیادة الإنتاج والرقابة متلازمان لا یفترقان، فالزیادة فی الإنتاج لا تثمر إلاّ إذا أعقبتها رقابة صحیحة، کما أنّ الرقابة تکون أکثر فائدة إذا أعقبتها زیادة فی الإنتاج.

إنّ السیاسة الاقتصادیة التی انتهجها یوسف (علیه السلام) فی مصر أظهرت أنّ الخطّة الاقتصادیة الصحیحة والمتطورة مع الزمن لا یمکن أن تقتصر على متطلّبات الجیل الحاضر، بل لابدّ وأن تراعی مصالح الأجیال القادمة، لأنّ التفکیر بالمصالح المستعجلة للجیل الحاضر والتغاضی عن مصالح الأجیال القادمة ـ کما لو استهلکنا جمیع ثروات الأرض ـ تعتبر غایة الأنانیة وحبّ الذات، إذ إنّ الأجیال القادمة هم فی الواقع اُخوتنا وأبناؤنا فلابدّ من التفکیر فی مصالحهم وعدم التفریط بها.

والملفت للنظر أنّه یستفاد من بعض الرّوایات الواردة کما ورد عن الإمام علی بن موسى الرّض (علیه السلام) «وأقبل یوسف على جمع الطعام فجمع فی السبع سنین المخصبة فکبسه فی الخزائن، فلمّا مضت تلک السنون وأقبلت المجدبة أقبل یوسف على بیع الطعام فباعهم فی السنة الاُولى بالدراهم والدنانیر حتى لم یبق بمصر وما حولها دنیار ولا درهم إلاّ صار فی ملکیة یوسف، وباعهم فی السنة الثّانیة بالحلی والجواهر حتى لم یبق بمصر وما حولها حلی ولا جواهر إلاّ صار فی ملکیة یوسف، وباعهم فی السنة الثّالثة بالدّواب والمواشی حتى لم یبق بمصر وما حولها دابة ولا ماشیة إلاّ صار فی ملکیة یوسف، وباعهم فی السنة الرّابعة بالعبید والإماء حتى لم یبق بمصر ومن حولها عبد ولا أمة إلاّ صار فی ملکیة یوسف، وباعهم فی السنة الخامسة بالدّور والعقار حتى لم یبق بمصر وما حولها دار ولا عقار إلاّ صار فی ملکیة یوسف، وباعهم فی السنة السّادسة بالمزارع والأنهار حتى لم یبق بمصر وما حولها نهر ولا مزرعة إلاّ صار فی ملکیة یوسف، وباعهم فی السنة السّابعة برقابهم حتى لم یبق بمصر وما حولها عبد ولا حرّ إلاّ صار عبد یوسف، فملک أحرارهم وعبیدهم وأموالهم وقال النّاس: ما رأینا ولا سمعنا بملک أعطاه اللّه من الملک ما أعطى هذا الملک حکماً وعلماً وتدبیراً، ثمّ قال یوسف للملک: أیّها الملک ما ترى فیما خولنی ربّی من ملک مصر وأهلها أشر علینا برأیک، فإنّی لم أصلحهم لأفسدهم، ولم أنجهم من البلاء لیکون وبالاً علیهم ولکن اللّه نجاهم على یدی، قال له الملک: الرأی رأیک، قال یوسف: إنّی أشهد اللّه وأشهدک أیّها الملک أنّی اعتقت أهل مصر کلّهم، ورددت الیهم أموالهم وعبیدهم، ورددت إلیک أیّها الملک خاتمک وسریرک وتاجک على أن لا تسیر إلاّ بسیرتی ولا تحکم إلاّ بحکمی قال له الملک: إنّ ذلک لشرفی وفخری لا أسیر إلاّ بسیرتک ولا أحکم إلاّ بحکمک، ولولاک ما قویت علیه ولا اهتدیت له، ولقد جعلت سلطانی عزیزاً على ما یرام، وأنا أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شریک له، وأنت رسوله فاقم على ما ولیتک فإنّک لدینا مکین أمین» (1) .


1. تفسیر مجمع البیان، ج 3، ص 244.
2ـ أهمیّة المسائل الإقتصادیة والإداریة 4ـ مدح النفس
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma