4ـ النفس الأمّارة «المتمردّة»

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
3ـ الحفاظ على الشرف خیر من الحریة الظاهریة سورة یوسف / الآیة 54 ـ 57

یقسّم علماء النفس والأخلاق النفس «وهی الإحساسات والغرائز والعواطف الإنسانیة» إلى ثلاثة مراحل، وقد أشار إلیها القرآن المجید:

المرحلة الاُولى: «النفس الأمّارة» وهی النفس التی تأمر الإنسان بالذنب وتجرّه إلى کلّ جانب، ولذا سمّوها «أمّارة» وفی هذه المرحلة لا یکون العقل والإیمان قد بلغا مرحلة من القدرة لیکبحا جماحها، بل فی کثیر من المواقع یستسلمان للنفس الأمّارة، وإذا تصارعت النفس الأمّارة مع العقل فی هذه المرحلة فإنّها ستهزمه وتطرحه أرضاً.

وهذه المرحلة هی التی اُشیر إلیها فی الآیة المتقدّمة، وجرت على لسان امرأة العزیز بمصر، وجمیع شقاء الإنسان أساسه النفس الأمّارة بالسوء.

المرحلة الثّانیة: «النفس اللّوّامة» وهی التی ترتقی بالإنسان بعد التعلّم والتربیة والمجاهدة، وفی هذه المرحلة ربّما یخطىء الإنسان نتیجة طغیان الغرائز، لکن سرعان ما یندم وتلومه هذه النفس، ویصمّم على تجاوز هذا الخطأ والتعویض عنه، ویغسل قلبه وروحه بماء التوبة.

وبعبارة اُخرى: فی المواجهة بین النفس والعقل، قد ینتصر العقل أحیاناً وقد تنتصر النفس، إلاّ أنّ النتیجة والکفّة الراجحة هی للعقل والإیمان.

ومن أجل الوصول إلى هذه المرحلة لابدّ من الجهاد الأکبر، والتمرین الکافی، والتربیة فی مدرسة الاُستاذ، والإستلهام من کلام الله وسنن الأنبیاء والأئمّة (علیهم السلام).

وهذه المرحلة هی التی أقسم الله بها فی الآیة 1 و2 من سورة القیامة قسماً یدلّ على عظمتها (لا اُقسم بیوم القیامة * ولا اُقسم بالنّفس اللّوامة).

المرحلة الثّالثة: «النفس المطمئنة» وهی المرحلة التی توصل الإنسان بعد التصفیة والتهذیب الکامل إلى أن یسیطر على غرائزه ویروّضها فلا تجد القدرة للمواجهة مع العقل والإیمان، لأنّ العقل والإیمان بلغا درجة من القوّة بحیث لا تقف أمامهما الغرائز الحیوانیة.

وهذه هی مرحلة الإطمئنان والسکینة... الاطمئنان الذی یحکم المحیطات والبحار حیث لا یظهر علیها الإنهزام أمام أشدّ الأعاصیر.

وهذا هو مقام الأنبیاء والأولیاء وأتباعهم الصادقین، اُولئک الذین تدارسوا الإیمان والتقوى فی مدرسة رجال الله، وهذّبوا أنفسهم سنین طوالا، وواصلوا الجهاد الأکبر إلى آخر مرحلة.

وإلیهم وإلى أمثالهم یشیر القرآن الکریم فی الآیات 27 ـ 30 من سورة الفجر (یاأیّتها النّفس المطمئنّة * ارجعی إلى ربّک راضیة مرضیّة * فادخلی فی عبادی * وادخلی جنّتی).

اللهمّ أعنّا لنستضیء بنور آیاتک، ونصعّد أنفسنا الأمّارة إلى اللّوامة ومنها إلى النفس المطمئنة... ولنجد روحاً مطمئناً لا یضطرب ولا یتزلزل أمام طوفان الحوادث، وأن نکون أقویاء أمام الأعداء، ولا تبهرنا زخارف الدنیا وزبارجها، وأن نصبر على البأساء والضرّاء.

اللهمّ ارزقنا العقل لننتصر على أهوائنا... ونوّرنا إذا کنّا على خطأ بالتوفیق والهدایة.

اللهمّ إنّنا لم نبلغ هذه المرحلة بخُطانا، بل کنت أنت فی کلّ مرحلة دلیلنا وقائدنا، فلا تحبس ألطافک عنّا... وإذا کان عدم شکرنا على جمیع هذه النعم مستوجباً لعقابک، فأیقظنا من نومة الغافلین قبل أن نذوق العذاب آمین ربّ العالمین.

3ـ الحفاظ على الشرف خیر من الحریة الظاهریة سورة یوسف / الآیة 54 ـ 57
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma