العشق الملتهب:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
سورة یوسف / الآیة 23 ـ 24 المراد من کلمة «ربّی»:

لم یأسر جمال یوسف الملکوتی عزیز مصر فحسب، بل أسر قلب امرأة العزیز کذلک وأصبح متیّماً بجماله!.

وامتدّت مخالب العشق إلى أعماق قلبها، وبمرور الزمن کان هذا العشق یتجذّر یوماً بعد یوم ویزداد إشتعالا... لکنّ یوسف هذا الشابّ الطاهر التقی، لم یفکّر بغیر الله، ولم یتعلّق قلبه بغیر عشق الله سبحانه.

وهناک اُمور اُخرى زادت من عشق امرأة العزیز لیوسف... فمن جهة لم تُرزق الولَد، ومن جهة اُخرى إنغمارها فی حیاة مترفة مفعمة بالبذخ... ومن جهة ثالثة عدم إبتلائها بأیّ نوع من البلاء کما هی حال المتنعّمین، وعدم الرقابة الشدیدة على هذا القصر من قبل العزیز من جهة رابعة... کلّ ذلک ترک امرأة العزیز ـ الفارغة من الإیمان والتقوى ـ تهوی فی وساوسها الشیطانیة إلى الحضیض، بحیث أفضت لیوسف أخیراً عمّا فی قلبها وراودته عن نفسه.

واتّبعت جمیع الأسالیب والطرق للوصول إلى هدفها، وسعت لکی تلقی فی قلبه أثراً من هواها وترغیبها وطلبها، کما یقول عن ذلک القرآن الکریم: (وراودته التی هو فی بیته).

وجملة «راودته» مأخوذة من مادّة «المراودة» وأصلها البحث عن المرتع والمرعى، وما ورد فی المثل المعروف «الرائد لا یکذب أهله» إشارة إلى هذا المعنى، کما یطلق «المرود» على وزن (منبر) على قلم الکحل الذی تکحل به العین، ثمّ توسّعوا فی هذا اللفظ فاُطلق على کلّ ما یُطلب بالمداراة والملاءمة.

وهذا التعبیر یشیر إلى أنّ امرأة العزیز طلبت من یوسف أن ینال منها بطریق المسالمة والمساومة ـ کما یصطلح علیه ـ وبدون أی تهدید، وأبدت محبّتها القصوى له بمنتهى اللین.

وأخیراً فکّرت فی أن تخلو به وتوفّر له جمیع ما یثیر غریزته، من ثیاب فضفاضة، وعطور عبقة شذیّة، وتجمیلات مرغبة، حتى تستولی على یوسف وتأسره!.

یقول القرآن الکریم: (وغلّقت الأبواب وقالت هیتَ لک).

«غلّقت» تدلّ على المبالغة وأنّها أحکمت غلق الأبواب، وهذا یعنی أنّها سحبت یوسف إلى مکان من القصر المتشکّل من غرف متداخلة... وکما ورد فی بعض الرّوایات کانت سبعة أبواب، فغلقتها علیه جمیعاً... لئلاّ یجد یوسف أی طریق للفرار... إضافةً إلى ذلک أرادت أن تُشعر یوسف أن لا یقلق لإنتشار الخبر فإنّه سوف لا یفتضح، حیث لا یستطیع أحد أن ینفذ إلى داخل القصر أبداً.

وفی هذه الحال، حین رأى یوسف أنّ هذه الاُمور تجری نحو الإثم، ولم یر طریقاً لخلاصه منها، توجّه یوسف إلى زلیخا و(قال معاذ الله) وبهذا الکلام رفض یوسف طلب امرأة العزیز غیر المشروع... وأعلمها أنّه لن یستسلم لإرادتها، وأفهمها ضمناً ـ کما أفهم کلّ إنسان ـ أنّه فی مثل هذه الظروف الصعبة لا سبیل إلى النجاة من وساوس الشیطان وإغراءاته إلاّ بالإلتجاء إلى الله... الله الذی لا فرق عنده بین السرّ والعلن، بین الخلوة والاجتماع، فهو مطّلع ومهیمن على کلّ شیء، ولا شیء إلاّ وهو طوع أمره وإرادته!

وبهذه الجملة إعترف یوسف بوحدانیة الله تعالى من الناحیة النظریة، وکذلک من الناحیة العملیة أیضاً، ثمّ أضاف (إنّه ربّی أحسن مثوای)... ألیس التجاوز ظُلماً وخیانةً واضحة (إنّه لا یفلح الظّالمون).

سورة یوسف / الآیة 23 ـ 24 المراد من کلمة «ربّی»:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma