لِمَ ذکرت قصّة یوسف فی مکان واحد بخلاف قصص سائر الأنبیاء؟!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
قصّة یوسف قبل الإسلام وبعده: فضیلة سورة یوسف:

إنّ من خصائص قصّة یوسف البارزة أنّ هذه القصّة ذکرت فی مکان واحد من القرآن، على خلاف قصص الأنبیاء التی ذکرت على شکل فصول مستقلة فی سور متعددة من القرآن.

والحکمة فی ذلک تعود إلى أنّ تفکیک فصول هذه القصّة مع ملاحظة وضعها الخاص یفقدها ترابطها وانسجامها، فلهذا ینبغی أن تذکر کاملة فی مکان واحد للحصول على النتیجة المتوخاة وعلى سبیل المثال فانّ الرؤیا وما ذکره أبوه من تعبیر فی أوّل هذه السورة یفقد معناه دون ذکر نهایتها.

لذلک نقرأ فی أواخر هذه السورة، حین جاء یعقوب وإخوة یوسف إلى مصر وخرّوا له سجداً قال یوسف ملتفتاً إلى أبیه: (یا أبت هذا تأویل رؤیای من قبل قد جعلها ربّی حقّ) (1) .

هذا النموذج یوضح الإرتباط الوثیق بین بدایة السورة ونهایتها، فی حین أنّ قصص الأنبیاء الآخرین لیست على هذه الشاکلة، ویمکن درک کل واحدة من خلال فصولها.

والخصیصة الاُخرى من خصائص هذه السورة هی أنّ قصص الأنبیاء التی وردت فی السور الاُخرى من القرآن تبیّن عادة مواجهة الأنبیاء لقومهم المعاندین والطغاة، ثمّ تنتهی الحالة إلى إیمان جماعة بالأنبیاء ومخالفة جماعة اُخرى لهم واستحقاقهم عذاب الله وعقابه.

أمّا فی قصّة یوسف فلا کلام عن هذا الموضوع، بل أکثر ما فیها بیان حیاة یوسف نفسه ونجاته من المزالق الخطیرة التی تنتهی أخیراً إلى استلامه سدّة الحکم، وهی فی حدّ ذاتها «أنموذج» خاص.


1. یوسف، 100.
قصّة یوسف قبل الإسلام وبعده: فضیلة سورة یوسف:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma