من هم (اُولوا بقیّة)؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
عامل الإنحراف والفساد فی المجتمعات: سورة هود / الآیة 118 ـ 119

کلمة «أولوا» تعنی الأصحاب، وکلمة «بقیّة» معناها واضح أی ما یبقى، ویستعمل هذا التعبیر فی لغة العرب بمعنى «أولو الفضل» لأنّ الإنسان یدخر الأشیاء النفیسة والجیّدة لتبقى عنده، فالمصطلح (أولوا بقیّة) یحمل فی نفسه مفهوم الخیر والفضل.

ونظراً لأنّ الضعفاء ـ عادةً ـ یرجّحون الفرار على القرار فی میدان المواجهة الاجتماعیة، أو یصیبهم الفناء، ولا یبقى فی میدان المواجهة إلاّ من یتمتع بقوّة فکریة أو جسدیة، وبذلک یبقى الأقویاء فقط، ومن هذا المنطلق أیضاً تقول العرب فی أمثالها: فی الزوایا خبایا... وفی الرجال بقایا.

کما جاءت کلمة «بقیّة» فی القرآن الکریم فی ثلاثة موارد وهی تحمل هذا المفهوم، حیث نقرأ فی قصّة طالوت وجالوت (إنَّ آیة ملکه أن یأتیکم التّابوت فیه سکینة من ربّکم وبقیّة ممّا ترک آل موسى) (1) .

وقرأنا أیضاً قصّة شعیب (فی هذه السورة) مخاطباً قومه: (بقیت الله خیر لکم إن کنتم مؤمنین) (2) .

وحیث نجد فی قسم من التعبیرات إطلاق (بقیت الله) على «المهدی الموعود» (علیه السلام) (3) فهو إشارة إلى هذا الموضوع أیضاً، لأنّه وجود ذو فیض وذخیرة إلهیّة کبرى، وهو مُعَدّ لیطوی بساط الظلم والفساد ولیرفع لواء العدل فی العالم کله.

ومن هنا نعرف الحق الکبیر لهؤلاء الرجال الأجلاّء الافذاذ والمکافحین للفساد، والمصطلح علیهم ب(أولوا بقیّة) على المجتمعات البشریة لأنّهم رمز لبقاء الأمم وحیاتها ونجاتها من الهلاک.

المسألة الاُخرى التی تستجلب النظر فی الآیة المتقدمة أنّها تقول: (وما کان ربّک لیُهلک القرى بظلم وأهلها مصلحون).

وبملاحظة التفاوت بین کلمتی «مصلح» و«صالح» تتجلى هذه المسألة الدقیقة، وهی أنّ الصلاح وحده لا یضمنُ البقاء، بل إذا کان المجتمع فاسداً ولکن أفراده یسیرون باتجاه اصلاح الاُمور فالمجتمع یکون له حق البقاء والحیاة أیضاً.

فلو انعدم الصالح والمصلح فی المجتمع فإنّ من سنةِ الخلقِ أن یحرم ذلک المجتمع حق الحیاة ویهلک عاجلا.

وبتعبیر آخر: متى کان المجتمع ظالماً ولکنه مقبل على اصلاح نفسه، فهذا المجتمع یبقى، ولکن إذا کان المجتمع ظالماً ولم یُقبل على نفسه فیصلحها أو یطهرها فإنّ مصیره إلى الفناء والهلاک.

المسألة الدقیقة الاُخرى: إنّ واحداً من أسس الظلم والإجرام ـ کما تشیر إلیه الآیات المتقدمة ـ هو إتّباع الهوى وعبادة اللّذة وحبّ الدنیا، وقد عبّر القرآن عن کل ذلک بـ«الترف».

فهذا التنعم والتلذذ غیر المقید وغیر المشروط أساس الانحرافات فی المجتمعات المرفهة، لأنّ سکرها من شهواتها یصدها عن إعطاء القیم الإنسانیة الأصیلة حقّها ودرک الواقعیات الاجتماعیة، ویغرقها فی العصیان والآثام.


1. البقرة، 248.
2. هود، 86.
3. بحارالانوار، ج 52، ص 191.
عامل الإنحراف والفساد فی المجتمعات: سورة هود / الآیة 118 ـ 119
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma