أرجى آیة فی القرآن:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
الأهمیّة القصوى للصلاة: سورة هود / الآیة 116 ـ 117

ینقل فی تفسیر الآیة ـ محل البحث ـ حدیث طریف عن الإمام علی (علیه السلام) بهذا المضمون، وهو أنّه التفت مرّة إلى الناس وقال: «أی آیة فی کتاب الله أرجى عندکم»؟!

فقال بعضهم: (إنّ الله لا یغفر أن یشرک به ویغفر ما دون ذلک لمن یشاء). (1)

فقال (علیه السلام): حسنة لیست إیّاها.

فقال آخرون: هی آیة (قل یا عبادی الّذین أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله). (2)

فقال (علیه السلام): حسنة لیست إیّاها.

فقالوا: هی آیة (ومن یعمل سوءاً أو یظلم نفسه ثمّ یستغفر الله یجد الله غفوراً رحیم). (3)

قال (علیه السلام): حسنة لیست إیّاها.

فقال آخرون: هی آیة: (والّذین إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذکروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن یغفر الذّنوب إلا الله) (4) فقال الإمام أیضاً: «حسنة لیست إیّاها».

ثمّ أجم الناس، فقال: مالکم یا معشر المسلمین، فقالوا: والله ما عندنا شیء قال (علیه السلام): «سمعت حبیبی رسول الله یقول: أرجى آیة فی کتاب الله (وأقم الصّلاة طرفی النّهار وزُلفا من اللیل إنّ الحسنات یُذهبن السّیّئات ذلک ذکرى للذّاکرین) (5) .

وبالطبع کما ذکرنا فی شرح الآیة 48 من سورة النساء: إنّه ورد حدیث آخر یشیر إلى أنّ أرجى آیة فی القرآن هی آیة (إنّ الله لا یغفر أن یشرک به ویغفر ما دون ذلک لمن یشاء).

ولکن مع ملاحظة أنّ کل آیة من هذه الآیات تنظر إلى زاویة من هذا البحث وتبیّن بُعداً من الأبعاد، فلا تضادّ بینها.

وفی الواقع إنّ الآیة محل البحث تتحدّث عن اُولئک الذین یؤدّون الصلاة بصورة صحیحة، صلاة مع حضور القلب والروح، بحیث تغسل آثار الذنوب عن قلوبهم وأرواحهم. أمّا الآیة الاُخرى تتحدّث عن اُولئک الذین حُرموا من هذه الصلاة، فبامکانهم الدخول من باب التوبة، فإذن هذه الآیة لهؤلاء الجماعة أرجى آیة، وتلک الآیة لاُولئک الجماعة أرجى آیة.

وأیّ رجاء أعظم من أن یعلم الإنسان أنّه متى زلت قدمه وغلب علیه هواه (دونَ أن یصرّ على الذنب) وحین یحل وقت الصلاة فیتوضأ ویقف أمام معبوده للصلاة، فیحسّ بالخجل عند التوجه إلى الله لما قدمه من أعمال سیئة ویرفع یدیه بالدعاء وطلب العفو فیغفر وتزول عن قلبه الظلمة وسوادها.

وتعقیباً على تأثیر الصلاة فی بناء شخصیة الإنسان وبیان تأثیر الحسنات على محو السیئات، یأتی الأمر بالصبر فی الآیة الاُخرى بعدها (واصبر فإنّ الله لا یضیع أجر المحسنین).

وبالرغم من أنّ بعض المفسّرین حاول تحدید معنى الصبر فی هذه الآیة فی الصلاة، أو إیذاء الأعداء للنّبی (صلى الله علیه وآله)، إلاّ أنّ من الواضح أن لا دلیل على ذلک ـ بل إنّ الآیة تحمل مفهوماً واسعاً کلیاً وجامعاً ویشمل کل أنواع الصبر أمام المشاکل والمخالفات والأذى والطغیان والمصائب المختلفة، فالصمود أمام جمیع هذه الحوادث یندرج تحت مفهوم الصبر.

«الصبر» أصل کلّی وأساس إسلامی، یأتی أحیاناً فی القرآن مقروناً بالصلاة، ولعل ذلک آت من أن الصلاة تبعث فی الإنسان الحرکة، والأمر بالصبر یوجب المقاومة، وهذان الأمران، أی «الحرکة والمقاومة» حین یکونان جنباً إلى جنب یثمران کل اشکال النجاح والموفقیة.

وأساساً لایتحقق عمل صالح دون صبر ومُقاومة... لأنّه لابدّ من إیصال الأعمال الصالحة إلى النهایة، ولذلک فإنّ الآیة المتقدمة تعقب على الأمر بالصبر بثواب الله وأجره إذ تقول: (فإنّ الله لا یضیع أجر المحسنین) ومعنى ذلک أن العمل الصالح لا یتیسر دون صبر ومقاومة... لا بأس بذکر هذه المسألة الدقیقة، وهی أنّ الناس ینقسمون إلى عدّة جماعات إزاء الحوادث العسیرة الصعبة:

فجماعة تفقد شخصیّتها فوراً، وکما یعبر القرآن: (وإذا مسّه الشر جزوع). (6)

وجماعة آخرون یصمدون أمام الأزمات بکل تحمّل وتجلّد.

وجماعة آخرون بالإضافة إلى صمودهم وتحملهم للأزمة، فإنّهم یؤدّون الشکر لله.

وجماعة آخرون یتجهون إلى الأزمات والمصاعب بشوق وعشق، ویفکرون فی کیفیة التغلب علیها. ولا یعرفون التعب والنصب فی متابعة الاُمور، ولا یهدأون حتى تزول المشاکل.

وقد وعد الله مثل هؤلاء الصابرین بالنصر المؤزّر (إن یکن منکم عشرون صابرون یغلبوا مئتین) (7) .

وأنعم علیهم وأثابهم فی الحیاة الاُخرى بالجنّة (وجزاهم بما صبروا جنّةً وحریر) (8) .


1. النساء، 48، 116.
2. الزمر، 53.
3. النساء، 110.
4. آل عمران، 135.
5. تفسیر مجمع البیان، ذیل الآیة مورد البحث; بحارالانوار، ج 79، ص 220، ح 41.
6. المعارج، 20.
7. الأنفال، 65.
8. الإنسان، 12.
الأهمیّة القصوى للصلاة: سورة هود / الآیة 116 ـ 117
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma