ناقة صالح:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
التّفسیر العلاقة الدّینیة:

«النّاقة» فی اللغة هی اُنثى الجمل، وقد اُضیفت إلى لفظ الجلالة «الله» (1) وهذه الإضافة تدل على أنّ هذه الناقة لها خصائص معینة، ومع الإلتفات إلى ما عبّر عنها فی الآیة المتقدمة بأنّها «آیة» وعلامة إلهیّة ودلیل على الحقانیّة ، یتّضح أنّها لم تکن ناقة عادیة ، بل کانت خارقة للعادة من جهة أو جهات متعددة ! .

ولکن لم ترد فی القرآن خصائص هذه الناقة بشکل مفصّل ، غایة ما فی الأمر أننا نعرف بأنّها لم تکن ناقة عادیة کالنوق الاُخریات ، والشیء الوحید المذکور عنها فی القرآن ـ وفی موردین فحسب ـ أن صالحاً أخبر قومه أن یتقاسموا ماءهم سهمین : سهم لهم وسهم للناقة ، فلهم شرب یوم منه ولها شرب یوم آخر (قال هذه ناقة لها شرب ولکم شرب یوم معلوم) (2) کما جاء فی سورة القمر أیضاً (ونبئهم أنّ الماء قسمة بینهم کل شرب محتضر) (3) .

وفی سورة الشمس إشارة مختصرة إلیها أیضاً ، حیث یقول سبحانه : (فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقیاه) (4) .

ولکن لم یتّضح کیف کان تقسیم الماء خارقاً للعادة ؟

هناک احتمالان :

الأوّل: إنّ الناقة کانت تشرب ماءً کثیراً بحیث تأتی على ماء «النبع» کله .

والثانی: إنّه حین کانت ترد الماء لا تجرؤ الحیوانات الاُخرى على الورود إلى الماء معها.

أمّا کیف کانت هذه الناقة تستفید من جمیع الماء؟ فیوجه هذا الاحتمال بأنّ ماء القریة کان قلیلاً کماء القرى التی لیس فیها أکثر من عین ماء واحدة ، وأهل القریة مجبورون على أن یدخروا الماء تمام الیوم فی حفرة خاصّة لیجتمع الماء فی العین مرّة اُخرى .

ولکن فی جزء آخر من سورة الشعراء یتجلّى لنا أنّ ثمود لم یعیشوا فی منطقة قلیلة الماء ، بل کانت لهم غابات وعیون ونخیل ومزارع حیث تقول الآیات : (أتترکون فی ما ههنا آمنین * فی جنات وعیون * وزروع ونخل طلعها هضیم). (5)

وعلى کل حال فإنّ القرآن ذکر قصّة ناقة صالح بشکل مجمل غیر أنّنا نقرأ فی روایات کثیرة عن مصادر الشیعة وأهل السنّة أیضاً، أنّ هذه الناقة خرجت من قلب الجبل ، ولها خصائص اُخرى لیس هنا مجال سردها.

وعلى کل حال، فمع جمیع ما أکّده نبیّهم العظیم «صالح» فی شأن الناقة ، فقد صمّموا أخیراً على القضاء علیها ، لأنّ وجودها مع مافیها من خوارق مدعاة لتیقظ الناس والتفافهم حول النّبی صالح ، لذلک فإنّ جماعة من المعاندین لصالح من قومه الذین کانوا یجدون فی دعوة صالح خطراً على مصالحهم ، ولا یرغبون أن یستفیق الناس من غفلتهم فتتعرض دعائم استعمارهم للتقویض والانهیار ، فتآمروا للقضاء على الناقة وهیأوا جماعة لهذا الغرض ، وأخیراً أقدم أحدهم على مهاجمتها وضربها بالسکین فهوت إلى الأرض (فعقروه) .

«عقروها» مشتقة من مادة «العُقر» على وزن «الظلم» ومعناه : أصل الشیء وأساسه وجذره ، و«عقرت البعیر» معناه نحرته واحتززت رأسه ، لأنّ نحر البعیر یستلزم زوال وجوده من الأصل ، وأحیاناً تستعمل هذه الکلمة لطعن الناقة فی بطنها . أو لتقطیع أطراف الناقة بدل النحر وکل ذلک فی الواقع یرجع إلى معنى واحد «فتأمل» !...» .


1. مثل هذه الإضافة یقال لها فی المصطلح الأدبی إضافة تشریفیة . بمعنى أنّها إضافة تدل على شرف الشیء وأهمیّته، وفی الآیة المتقدمة یلاحظ نموذجان من هذا النوع 1 ـ ناقة الله . 2 ـ أرض الله . وقد ورد فی موارد اُخرى غیر هذه الکلمات .
2. الشعراء، 155.
3. القمر، 28.
4. الشمس، 13.
5. الشعراء، 146 ـ 148.
التّفسیر العلاقة الدّینیة:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma