محطّم الأصنام الشّجاع:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
سورة هود / الآیة 50 ـ 52 1ـ التوحیدُ أساس دعوة الأنبیاء

کما أشرنا آنفاً، فإنّ قصص خمسة أنبیاء عظام وما واجههوه من شدائد وصعاب فی دعواتهم والنتائج المترتبة علیها مبین فی هذه السورة. وفی الآیات السابقة کان الکلام حول نوح (علیه السلام) وأمّا الآن فالحدیث عن هود (علیه السلام).

جمیع هؤلاء الأنبیاء جمعهم هدف واحد ومنطق واحد، وجمیعهم نهضوا لإنقاذ البشریة من کل أنواع الأسر، ولدعوتهم إلى التوحید بجمیع أبعاده.

وکان شعارهم جمیعاً الإیمان والإخلاص والجد والمثابرة والاستقامة فی سبیل الله، وکان ردّ الفعل من أقوامهم الخشونة والارهاب والضغوط..

یقول سبحانه فی الآیة الاُولى من هذه القصّة.. (وإلى عاد أخاهم هود) ونلاحظ فی الآیة أنّها وصفت هوداً بکونه «أخاهم».

وهذا التعبیر جار فی لغة العرب. حیث یطلقون کلمة أخ على جمیع أفراد القبیلة لانتسابهم إلى أصل واحد..

فمثلا یقولون فی الأسدی «أخو أسد» وفی الرجل من قبیلة مذحج «أخو مذحج».

أو أنّ هذا التعبیر یشیر إلى أنّ معاملة هود لهم کانت أخویة بالرغم من کونه نبیّاً، وهذه الحالة هی صفة الأنبیاء جمیعاً، فهم لا یعاملون الناس من منطق الزعامة والقیادة أو معاملة أب لأبنائه، بل من منطلق أنّهم إخوة لهم...

معاملة خالیة من أیة شائبة وای امتیاز أو استعلاء.

کان أوّل دعوة هود ـ کما هو الحال فی دعوة الأنبیاء جمیعاً ـ توحید الله ونفی الشرک عنه (قال یا قوم اعبدوا الله ما لکم من إله غیره إن أنتم إلاّ مفترون).

فهذه الأصنام لیست شرکاءه، ولا منشأ الخیر أو الشرّ، ولا یصدر منها أی عمل، وأی افتراء أعظم وأکبر من نسبتکم کل هذا المقام والتقدیر لهذه الموجودات «الأصنام» التی لا قیمة لها إطلاقاً.

ثمّ یضیف هود قائلا لقومه: لا تتصوروا أن دعوتی لکم من أجل المادة، فأنا لا اُرید منکم أی أجر (یا قوم لا أسألکم علیه أجر) فأجری وحده على من فطرنی ووهبنی الروح وأنا مدین له بکل شیء، فهو الخالق والرازق (إن أجری إلاّ على الّذی فطرنى).

وأساساً فإنّی فی کل خطوة أخطوها لسعادتکم، إنّما أفعل ذلک طاعةً لأمره، ولذلک ینبغی طلب الأجر منه وحده لا منکم، وإضافة إلى ذلک فهل لدیکم شیء من عندکم، فکل ما هو لدیکم منه سبحانه (أفلا تعقلون).

ثمّ شرع هود ببیان الأجر المادی للإیمان لغرض التشویق والاستفادة من جمیع الوسائل الممکنة لإیقاظ روح الحق فی قومه الظالّین، فبیّن أن هذا الأجر المادی مشروط بالایمان فیقول: (ویا قوم استغفروا ربّکم ثمّ توبوا إلیه) فإذا فعلتم ذلک فإنّه (یرسل السّماء علیکم مدرار) (1) لئلا تصاب مزارعکم بقلة الماء أو القحط، بل تظل خضراء مثمرة دائماً، وزیادة على ذلک فإنّ الله بسبب تقواکم وابتعادکم عن الذنوب والتوجه إلیه یرعاکم (ویزدکم قوّة إلى قوتکم).

فلا تتصوروا أنّ الإیمان والتقوى یضعفان من قوتکم أبداً، بل إنّ قواکم الجسمیّة ستزداد بالاستفادة من القوّة المعنویة... وبهذا الدعم المهم ستقدرون على عمارة المجتمع وبناء حضارة کبیرة واُمّة مقتدرة تتمتع باقتصاد قوی وشعب حر مستقل، فعلى هذا إیّاکم والإبتعاد عن طریق الحق (ولا تتولّوا مجرمین).


1. «المدرار» کما وضحنا سابقاً مشتق من «درّ» وهو انصباب حلیب الأثداء، ثمّ استعمل فی انصباب المطر، والطریف فی الآیة أنّها لا تعبر بـ «ینزل المطر من السماء» بل قالت: (یرسل السماء علیکم مدرار) بمعنى أنّ المطر یهطل إلى درجة غزیرة حتى کأنّ السماء تهطل، وملاحظة أنّ مدراراً صیغة مبالغة أیضاً فیستفاد غایة التوکید من هذه الجملة.
سورة هود / الآیة 50 ـ 52 1ـ التوحیدُ أساس دعوة الأنبیاء
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma