1ـ هل کان طوفان نوح مستوعباً للعالم؟!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
شروع الطّوفان: 2ـ هل تقبل التوبة بعد نزول العذاب؟!

من خلال ظاهر الآیات یبدو لنا أنّ الطوفان لم یکن لمنطقة من الأرض دون اُخرى، بل غطى کل سطح الأرض ، لأنّ کلمة «الأرض» ذکرت بصورة مطلقة، کما فی الآیة 26 من سورة نوح (ربّ لا تذر على الأرض من الکافرین دیّار) (1) کما فی الآیة 44 المقبلة من سورة هود (وقیل یا أرض ابلعی ماءک ویا سماء اقلعی) وهکذا ذکر کثیر من المؤرخین ـ أیضاً ـ أنّ طوفان نوح کان عالمیاً، ولذلک یرجع نسل جمیع البشر الیوم إلى واحد من أبناء نوح الثلاثة «حام وسام ویافث» الذین بقوا بعده مدةً!

وفی التاریخ الطبیعی نعثر على فترة تدعى فترة الأمطار ذات السیول، فلو لم تکن هذه الفترة الزمنیة قبل تولّد الحیوانات، فهی تنطبق على طوفان نوح.

وهذه النظریة موجودة أیضاً فی التاریخ الطبیعی للأرض، وهی أن محور الکرة الأرضیة یتغیر تدریجاً، بحیث یکون القطبان الشمالی والجنوبی مکان خط الإستواء ، ویحلّ خط الإستواء محلّهما، وواضح أنّ الحرارة التی تکون فی أعلى درجاتها تذیب الثلوج القطبیة فترتفع میاه البحار حتى تستوعب کثیراً من الیابسة، ومع النفوذ فی ثنایا الأرض وطیاتها تحدث العیون المتفجرة، وکل ذلک یبعث على کثرة السحب والأمطار.

کما أنّ مسألة اختیار نوح (علیه السلام) من کل نوع من الحیوانات زوجین وحملها معه على السفینة یؤید کون الطوفان عالمیّاً أیضاً، وإذا عرفنا أنّ نوحاً کان یسکن الکوفة (2) ـ کما تقول الرّوایات ـ وأن طرف الطوفان وحافته ـ طبقاً للرّوایات الاُخرى ـ کان فی مکّة وبیت الله الحرام، فهذا نفسه أیضاً مؤید «لعالمیّة الطوفان». (3)

ولکن مع هذه الحال، فلا یبعد أن یکون الطوفان فی منطقة معینة من الأرض، لأنّ إطلاق الأرض على المنطقة الواسعة من العالم تکرر فی عدد من آیات القرآن، کما نقرأ فی قصّة بنی إسرائیل (وأورثنا القوم الّذین کانوا یستضعفون مشارق الأرض ومغاربه) (4) .

وحمل الحیوانات فی السفینة ربّما کان لئلا ینقطع نسلها فی ذلک القسم من الأرض، خصوصاً أن نقل الحیوانات وانتقالها فی ذلک الیوم لم یکن أمراً هیّناً «فتدبر»!

وهناک قرائن اُخرى تقدم ذکرها یمکن أن یستفاد منها أنّ الطوفان لم یستوعب الکرة الأرضیة کلّها.

وهناک مسألة تسترعی الإنتباه ـ أیضاً ـ وهی أنّ طوفان نوح کان بمثابة العقاب لقومه، ولیس لنا دلیل على أن دعوة نوح شملت الأرض کلها، وعادةً فإنّ وصول دعوة نوح فی مثل زمانه إلى جمیع نقاط الأرض أمر بعید... ولکن على کل حال فالهدف القرآنی من بیان هذه القصّة للعبرة وبیان المسائل التی تربی الآخرین، سواءً کان الطوفان عالمیاً أو غیر عالمی.


1. توضیح ذلک: أن مدار حرکة الأرض الیوم من جهة شمالاً ومن جهة اخرى غرباً، ولکن إثر تحول المدار فی جهة من الخط الاستواء تستقر الجهة الثانیة فی مقابل الخط الاستواء.
2. اصول الکافی، ج 8، ص 279.
3. بحارالانوار، ج 11، ص 312 ـ 325.
4. الأعراف، 137.
شروع الطّوفان: 2ـ هل تقبل التوبة بعد نزول العذاب؟!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma