لتوضیح قیمة هذا العمل المهمّ والمصیری والأجر الکبیر المدّخر لمبیّن الأحکام النورانیّة والمسائل الشرعیّة وکذلک لسامعها، یکفی الإلتفات للروایة الواردة عن الصدّیقة الکبرى فاطمة الزهراء(علیها السلام) والتی ینقلها إلینا الإمام الحسن العسکری(علیه السلام)حیث یقول : «جاءت امرأة إلى فاطمة الزهراء(علیها السلام) وقالت: لی اُم ضعیفة عاجزة عرض لها سؤال عن الصّلاة فبعثتنی إلیک ألتمس منک جوابه (ثمّ عرضت مسألتها ولم یرد ذکر المسألة فی الروایة) فأجابتها فاطمة الزهراء(علیها السلام)، ثمّ سألت المرأة مسألة اُخرى فأجابتها الزهراء(علیها السلام)بکل صبر وأناة. وتکرّرت الأسئلة والأجوبة عشر مرّات حتّى إستحیت المرأة من کثرة أسئلتها فقالت: لقد آذیتک یابنت رسول الله وحبیبة النبی. فقالت(علیها السلام): (کلاّ، ولکن) تعالی کلّما عرضت لک مسألة واسألی ما بدا لک (ثمّ ذکرت لها أهمیّة بیان المسائل الشرعیّة والأحکام التی یحتاجها الناس فقالت): لو أنّ أجیراً کلّف بنقل حمل ثقیل إلى سطح دار لقاء مائة الف دینار(1) فهل یکون ذلک العمل صعباً علیه؟ قالت المرأة: کلاّ (لا یکون صعباً مع هذا الأجر) فقالت(علیها السلام): إنّ لی بکلّ سؤال تسألینه فاُجیبک علیه جواهر ولؤلؤاً لا تسعه الأرض والسماء، فلا عجب أن هان علیّ هذا الأمر (ثمّ قالت): سمعت أبی رسول الله(صلى الله علیه وآله)یقول: یخلع على علماء شیعتنا یوم القیامة من أفضل النعم والخلع بمقدار ما کان لهم من علم وبمقدار جهدهم فی إرشاد عباد الله وهدایتهم حتّى یعطى کلّ عالم ألف ألف ثوب من نور...(2)

1. الدینار هو مثقال ذهب شرعی والمثقال الشرعی یعادل 34 المثقال العادی، فمائة ألف دینار شرعی تعادل خمسة وسبعین الف مثقال ذهب عادی وإذا کان عن ثمن کلّ مثقال ذهب 20 الف تومان فانّ قیمة الذهب المذکور تعادل الیوم 000/000/500/1 توماناً.

2. بحار الأنوار: ج 2، ص 3، الحدیث 3.