القسم الثالث : الآیات التی تؤکّد على أنّ الشفاعة منوطة بإذن الله

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السادس)
القسم الثانی : الآیات التی تعتبر الشفاعة خاصّة باللهالقسم الرابع : الآیات التی حددت بعض الشروط للشفیع والمشفوع له

وهی فی الحقیقة مکملة لآیات القسم الثانی ، ولذا ورد فی الآیة الخامسة استفهام انکاری ینص على :

(مَنْ ذَا الَّذِی یَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ) . (البقرة / 255)

وبناءً على ماذکر فإنّ الأنبیاء وأولیاء الله والشفعاء یستمدون مشروعیة شفاعتهم یوم الجزاء من الله تعالى ، ویشفعون بإذنه ، ومن البدیهی أنّ إذنه منبثق من حکمته أی وفق أسس محسوبة ، فإن کان هناک شخص لا یستحق الشفاعة فلا یؤذن بالشفاعة له (اِحفظوا هذا الکلام جیداً فسیأتی شرحه فی الظرف المناسب) .

ومن الجدیر بالملاحظة أنّ الآیة المذکورة (وهی آیة الکرسی) قد أکّدت هذه الجملة بعد أن أقرّت مقام القیمومة والمالکیة لله تعالى على کل ما فی السموات والأرض ، وعلى هذا فانَّ هذه الشفاعة منبثقة من مالکیّته وحاکمیته وقیمومته .

وبهذا فهی تبطل معتقدات عبدة الأوثان الذین یتذرّعون بعبادتها بدعوى أنّها تشفع لهم عند الله .

وورد نفس هذا المعنى بصورة اُخرى فی الآیة السادسة ; إذ قالت : (یَومَئِذ لاَّ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَن أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَرَضِىَ لَهُ قُولاً ) .

ولکن مَن المقصود مِن : (مَن أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ ) ؟ هنالک احتمالان:

الأول : هم الشفعاء بإذن الله ، والثانی : هم الذین تشملهم الشفاعة بإذن الله .

إلاّ أنّ الاحتمال الأول یبدو هو الأصح لأنّه یتسق ومضمون الآیة السابقة (آیة الکرسی) فهناک کان الحدیث یدور حول الإذن للشفعاء ، وتمثل الآیة اللاحقة شاهداً آخر على صحّة هذا القول ، ولهذا السبب اختار الکثیر من المفسّرین هذا المعنى .

وینعکس کلا المعنیین فی جملة (وَرَضِىَ لَهُ قَولاً ) ، الأول: إنّها تعود على الشفعاء أی تُقبل شفاعة من رضی الله قوله وشفاعته، وعلى هذا فإنّ الجملتین تؤکّد إحداهما الأخرى .

والثانی : إنّ المقصود هو المشفوع له من الذین رضی الله قولهم ، وبعبارة اُخرى هو الذی کان عمله وکلامه ومعتقده صالحاً وصار موضعاً لرضى الله لکی یُشفع له ، ولکن بما الجملة الأولى تقصد الشفعاء ، فمن الأنسب أن تکون الجملة الثانیة إشارة إلى ذلک أیض ، لتکون عودة الضمائر على وتیرة واحدة .

وعلى جمیع الأحوال تشکّل الآیة دلیلاً واضحاً على وجود الشفاعة بإذن الله ، لفریق من المؤمنین .

وقد بیّنت الآیة السابقة نفس ذلک المعنى بصورة اُخرى إذ قالت : (مَا مِن شَفِیع إِلاَّ مِن بَعدِ إِذنِهِ ) فلماذا تعبدون الأصنام ؟ (ذلِکم اللهُ رَبُّکُمَ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَکَّرُونَ ) .

وجاء نفس هذا المعنى فی الآیة الثامنة بشأن شفاعة الملائکة ، إذ تؤکّد أنّ شفاعتهم تقبل بإذن الله أیض ، إذ ورد فیه : (وَکَمْ مِّن مَّلَک فِى السَّموَاتِ لاتُغنِى شَفَاعَتُهُم شَیئاً إِلاَّ مِن بَعدِ اَن یَأذَنَ اللهُ لِمَن یَشَاءُ وَیَرضَى ) .

فالمکان الذی لا یستطیع فیه ملائکة السماء وبکل مالدیهم من عظمة من الشفاعة إلاّ بإذنه ، فماذا نتوقع من الأوثان التی لا حس لها ولا تمتاز بأیّة قیمة معنویة ؟ ألیس من المخجل أن یقولوا نعبدها لتکون شفیعة لنا عند الله ؟ !

والملفت هنا هو استخدام کلمة «کم» للتعبیر عن أهمیّة الموضوع ، وهو ما یُستخدم عادة للکثرة وهو موسوم هنا بطابع العموم ، وجاء فی الآیة کذلک تعبیر «فی السموات» وهو دلالة على علو مقامهم ، ووردت کذلک کلمة «شفاعتهم» بصیغة الجمع لکی یفهم شفاعتهم جمیعاً لا أثر لها إلاّ بإذن الله ورضاه .

ولعل التأکید على الملائکة دون بقیة الشفعاء جاء هنا لأنّ فِئة من العرب کانت تعبد ، الأوثان أو أنّ المقصود : فإن کانت شفاعة الملائکة لا تتحقق ولا تنفع إلاّ بإذن الله ، فماذا یُتوقع من الأصنام الجامدة ؟

والفارق بین «الإذن» و «الرضا» هو أنّ الإذن یُطلق حین یُعلن المرء عن رضاه ، لکن الرضا منوط بالباطن ، وانطلاقاً من أنّ الرضا قد یکون مفروضاً أحیاناً وعار عن الرضا الباطنی ، فقد ورد الاثنان معاً فی هذا الموضع لیتم تأکید الغرض رغم أنّ الفرض على الله لا یمکن تصوره (جل وعلا) وأنّ رضاه مستوسق مع إذنه ، (فتأمل) .

هل أنَّ هذا الاِذن مرتبط بالشفعاء أم بالمشفع لهم ؟ فالآیة التی نحن بصددها تحتمل المعنیین ، رغم أنّ معناها العام یبدو أکثر اختصاصاً بالشفعاء أی إنّ الله یأذن ویرضى لهم بالشفاعة .

 

القسم الثانی : الآیات التی تعتبر الشفاعة خاصّة باللهالقسم الرابع : الآیات التی حددت بعض الشروط للشفیع والمشفوع له
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma