9 ـ لهم ما یشتهون

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السادس)
8 ـ نظر الله إلیهم ونظرهم إلیه 10 ـ النعم التی لا یدرکها التصور

قد یقوم المضیّف أحیاناً بتهیئة جمیع المستلزمات الضروریة لضیفه العزیز ، لکنَّها عادة ما تکون محدودة بشکل أو آخر ، إلاّ أنّه عندما یعِدُهُ بتوفیر کل ما یشتهی وما یطلب بلا استثناء فالضیف یشعر فی مثل هذه الحالة بالارتیاح والسکینة لأنّه یتأکد من انعدام أیّة قیود أو حدود فی هذا الصدد .و کما أنّ هذا الکلام یصدق على النعم المادیّة فی الجنّة ، وهو کذلک یصدق تماماً على النعم المعنویة فیه ، وبعض تعابیر الآیات القرآنیة تتّسق معانیها أکثر مع النعم المعنویة ، فمثلاً ورد قوله تعالى بعد التحدث عن حدائق الجنّة : (لَهُمْ مَّا یَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِکَ هُوَ الْفَضْلُ الْکَبِیرُ ) . (الشورى / 22)

فتعبیر « عند ربّهم » وتعبیر « ذلک هو الفضل الکبیر » یتناسبان مع العطایا المعنویة والروحیة فی الجنّة، وقد اُشیر إلیهما بعد تبیان النعم المادّیة .

وقد ورد نفس هذا المعنى فی قوله تعالى دون الإشارة إلى النعم المادیة : (لَهُمْ مَّا یَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِکَ جَزَاءُ الْـمُحْسِنِینَ ) . (الزمر / 34)

وعلى هذا فلا توجد هناک أیّة قیود على النعم فی الجنّة وخاصّة فی الأبعاد الروحیة والمعنویة ، بالإضافة إلى ما تتضمنه هذه التعابیر من دلالات على عدم محدویة نِعَم الجنّة

فی الاُطُر المادیة ، فهی تُظهر أیضاً عدم وجود أیّة محدویة فی أیٍّ من الجانبین .وبتعبیر آخر إنّ الله یهب الإنسان القدرة التی تجعل من إرادته سبباً لحصول أیّة نعمة ، خلافاً لما علیه الحال فی الدنیا إذ إنّ إرادة الإنسان فیها تابعة لوجود الأسباب وتوفّر
العوامل ، فعندما یرغب الإنسان فی التجوال فی روضة أو بُستان ولا یکون الجو معتدلاً ولا الأشجار یانعة ، فإرادة الإنسان لا تستطیع مطلقاً خلق أجواء ربیعیة أو أشجار مورقة ندیّة ، ولکنه فی الجنّة ما أن یطلب شیئاً حتّى یتحقق له بإذن الله ، وهذا الامتیاز مثیر للعجب (1).وقد طرح بعض المفسرین ، الذین یصرّون على قضیة رؤیة الله تعالى ، هذه المسألة هنا وقالوا: إنّها تتضمن المشاهدة أیض ، فمن ذا الذی لا یطلب ولا یبغی رؤیة الله جل وعل ؟ ! (2)لکن خطأهم الفاحش یکمن فی عدم رغبتهم للاذعان لهذه الحقیقة وهی أنّ مشاهدة الله حسیّاً أمر غیر ممکن، وذلک لأنّ الاتصاف بالجسمیة والمکانیة والأینیة لا تعدو أن تکون من الصفات الخاصة بالمخلوقات وهو أمر مستحیل بشأن ذاته المقدّسة، وأهل الجنّة لا یطلبون المحال ، أمّا المشاهدة القلبیة والباطنیة فهی متیّسرة فی هذا العالم وکذلک فی العالم الآخر .وفی نفس هذا السیاق ورد فی قوله تعالى: (لَهُم مَّا یَشَاءُونَ فِیهَا وَلَدَیْنَا مَزِیدٌ ) . (ق / 35)ویدلّ هذا التعبیر على توفیر کل ما تتسع له جملة « لهم ما یشاءُون » وکل ما تشتمل علیه إرادتهم إضافة إلى توفیر جمیع النعم والعطایا التی لم تخطر على بال أی إنسان ، ویشملهم بلطفه الذی یستعصی على البیان وصفه .ویُسْتدل من بعض الروایات أنّ جملة: « ولدینا مزید » هی إشارة إلى أیّام الجمعة التی یحظى فیها أهل الجنّة بکرامات وعنایات خاصة من قبل الباری جلّ وعل ، وهو أکثر لدیهم باثنین وسبعین مرّة (3)، وتوجد هناک آیات اُخرى فی القرآن الکریم تتّسق بشکل أو آخر مع الآیات السابقة الذکر (4).


1. مقتبس من تفسیر المیزان، ج 17 ، ص 260 .
2. تفسیر الکبیر ، ج 26 ، ص 280 .
3. بحار الأنوار، ج 8، ص 126، ح 27 .4. من جملة ذلک : سورة یس ، الآیة 57 ; سورة فصلت ، الآیة 31 والتی تشتمل على النعم المختلفة ویتبیّن ذلک من خلال تعابیره : ( ولهم ما یدّعون )( ولکم فیها ما تدّعون ) .

 

8 ـ نظر الله إلیهم ونظرهم إلیه 10 ـ النعم التی لا یدرکها التصور
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma