4 ـ القتلة والجُناة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السادس)
3 ـ الغارقون فی الذنوب 5 ـ آکلو الرب

یُفهم من آیات القرآن أنّ مرتکبی قتل العمد یخلدون أیضاً فی العذاب ، کما ینص على ذلک قوله تعالى :(وَمَنْ یَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِیهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَیهِ وَلَعَنَهُ وَاَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِیماً ) . (النساء / 93)

وقد عُرضت هنا أربع عقوبات لقاتل المؤمن عمداً وهی :

الخلود فی النّار ، والغضب الإلهی ، والطرد من رحمة الله ، والاستعداد للعذاب العظیم .

ولکن هل أنّ هذه العقوبات تطبق فی حالة عدم التوبة وجبران مافات ؟ أم أنّها فی رقابهم فی جمیع الأحوال ؟

یبدو الاحتمال الثانی مستبعداً جدّاً، وذلک لأنّ أکبر الذنوب وهو الشرک یمحى بالتوبة ، فالمشرکون کذلک یعفى عنهم بدخولهم الإسلام ، فکیف یمکن القبول بأنّ قتل النفس یفوق کل هذ ، إضافة إلى ذلک ما ورد فی تاریخ الإسلام أنّ النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) عفا عن وحشی قاتل حمزة بن عبد المطلب قبل توبته، وکذلک عفا الکثیر من المسلمین عن قتلة آبائهم وأبنائهم واخوانهم ، بعد دخولهم الإسلام . ومن نافلة القول ، إنّ التوبة عن مثل هذا الذنب لیست بالأمر الهیّن ولا تنتهی القضیة بالاستغفار بالقول بل ینبغی الانقیاد للقصاص أو ارضاء أولیاء القتیل بالدّیة أو غیرها وجبران مامضى بعمل الخیر فی المستقبل .

جاء فی حدیث عن الرسول محمد (صلى الله علیه وآله) أنّه قال : «لزوال الدنیا وما فیها أهون على الله من قتل مؤمن ولو أنَّ أهل سماواته وأهل أرضه اشترکوا فی دم مؤمن لأدخلهم الله تعالى النّار»(1).

أمّا کیف یمکن خلود قاتل المؤمن عمداً فی النّار مع ما یدلّ على أنّ الکُفّار وحدهم سیخلدون فی النّار ؟ فللمفسرین أجوبة مختلفة فی ذلک .

فقیل: إنّ أشخاصاً کهؤلاء لا یکتب لهم نصیب من التوبة أو قلیلاً ما یوفقون لبلوغه ، فیغادرون الدنیا فی نهایة المطاف بلا إیمان، ولهذا فهم یستحقون الخلود فی النّار .

وقیل: إنّ هذا هو جزاء من یقوم بالقتل العمد وهو منکر لتحریمه ، وهذا الأمر یستلزم الکفر بذاته .

وقیل: إنّ کلمة الخلود تعنی هنا المدّة الطویلة لا العذاب الأبدی . یبدو أنّ التفسیرین الأول والثانی أنسب إلى واقع الحال .


1. تفسیر روح المعانی، ج 5، ص 104 .

 

3 ـ الغارقون فی الذنوب 5 ـ آکلو الرب
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma