لماذا یکون العذاب الإلهی شدیداً إلى هذا الحد ؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السادس)
زنزانات جهنّم الانفرادیةتمهید

إنّ شدّة وتنوّع وطول مدّة هذه العقوبات تثیر هذا التساؤل لدى الکثیر من الناس، وهو کیف ینسجم هذا العذاب الألیم مع اللطف الربّانی، هذا من جهة ، ومن جهة اُخرى، کیف تتناسب العقوبات المذکورة مع أعمال أصحاب الجحیم ؟ ولعل عدم القدرة على تقدیم إجابة شافیة على هذا الاعتراض دفع جماعة إلى حملها على معان مجازیة أو القول إنّها عقوبات روحیة .

لکن الالتفات إلى النقطة التی تُعتبر المفتاح لحلّ مثل هذه المشاکل ، والتی لفتنا إلیها الانظار مَرّات متعددة سیُساعد على فکّ هذا اللغز، وهی أنّ هذه العقوبات تمثل على الأغلب تجسیداً لأعمال الإنسان وهی حصیلة له .

وهو مانشاهد نماذج مختلفة منه فی عالمنا هذ .

فهناک مثلاً أشخاص یقعون ضحیة لبعض أنواع الإدمان الخطیرة لمجرّد تحقیق لذّة وهمیة عابرة ، وهذا الإدمان یؤدّی عادة إلى استهلاک کل طاقاتهم وسریعاً ما یتحوّلون إلى کائنات منهکة مُصابة بأنواع الأمراض القاتلة التی یظلّون یعانون منها ومن آلامها بقیّة أعمارهم أو أنّهم یتعرضون للاصابة ببعض الأمراض المستعصیة على العلاج نتیجة للانحرافات الجنسیة ـ أمثال مرض الایدز ،إنّ الإنسان عندما یرى الأشخاص المصابین بهذا المرض یتأسى ویحزن على حالهم ویتأسف على ماهم فیه من العناء .

فهل یمکن القول: لماذا تصبح حصیلة هذا الادمان أو هذا الانحراف على هذه الدرجة من الشدّة وطول المدّة ؟ إذ لایوجد بینهما أی تناسب منطقی .

ولو تفوّه أحد بمثل هذا الکلام ، لقیل له على الفور : هذه هی نتیجة عملهم وقداخطروا وانذورا بها من قبل . ویصدق نفس هذا المعنى على العذاب الذی یلقاه أصحاب جهنّم أیض فقد حذّرهم تعالى وأنذرهم مِراراً فی القرآن الکریم ولکنّهم کانوا معاندین.

وقد لوحظ فی کثیر من الأحیان أنّ بعض الأشخاص قد تعرّضوا إلى حوادث السیارات لعدم اهتمامهم بمراعاة اُصول السوق ـ فاُصیبت منهم الأیدی والأرجل أو العمود الفقری وظلوا یعانون الألم طوال حیاتهم ، فی حین کان باستطاعتهم تجنّب کل ذلک من خلال الالتزام الصحیح بتعلیمات المهنة ، فحینما یدور الحدیث عن نتائج العمل وآثاره الطبیعیة ، لا یبقى هناک أی مجال لطرح التساؤلات الواردة أنف . إضافة إلى ذلک یوجد بین أصحاب النّار أشخاصٌ جلبوا للآخرین مثل هذا العناء وهذا العذاب ، ولو تمعّن الإنسان فی أنواع التعذیب التی تُمارس فی عالم الیوم ناهیک عمّا جرى منه فی العصور الغابرة ـ لأیقن أنّ مرتکبیها یستحقون بالتأکید هذه العقوبات الشدیدة ، بل إنّ ظلم الظالمین یصل أحیاناً إلى حد یبلغ مرحلة من التفنن والتمادی بحیث یحسب الإنسان عدم وجود أیّة عقوبة تناسب ما اقترفه من جرائم.

 

زنزانات جهنّم الانفرادیةتمهید
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma