2 ـ الوجود الحالی للجنّة والنّار فی الروایات الإسلامیة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السادس)
1 ـ آراء العلماء المسلمین فی خلق الجنّة والنّار 3 ـ جواب على اعتراضین

هناک الکثیر من الأحادیث الإسلامیة تدعم هذا المعنى وتؤکد أنّ الجنّة والنّار مخلوقتان حالی ، ومن جملة ذلک ماورد عن الإمام علی بن موسى الرض(علیه السلام) حین سأله أحد أصحابه عن الجنّة والنّار هل هما مخلوقتان؟ قال(علیه السلام) : «وإنّ رسول الله(صلى الله علیه وآله) قد دخل الجنّة ورأى النّار لمّا عُرِج به إلى السماء» . فقال له السائل : إنّ قوماً یقولون إنّهما الیوم مقدّرتان غیر مخلوقتین . فقال(علیه السلام): «ماأولئک منّا ولا نحن منهم ، من أنکر خلق الجنّة والنّار فقد کذّب النبی وکذّبنا» (1) .

ووردت فی الکثیر من الروایات الإسلامیة المتعلّقة بمعراج النبی(صلى الله علیه وآله) إشارات إلى موضوع الجنّة والنّار ووجودهما حالیاً وهی تشکل فی الحقیقة تأکیداً لما ورد فی الآیات التی تناولناها بالبحث وأشار إلیها القرآن الکریم فی سورة النجم أثناء الحدیث عن معراج النبی(صلى الله علیه وآله) .

قال علی بن إبراهیم فی تفسیر هذه الآیة : (وَلَقَد رَءَاهُ نَزْلَةً اُخرى * عِندَ سِدرَةِ المُنتَهَى )«... وأمّا الرد على من أنکر خلق الجنّة والنّار فقوله عندها جنّة المأوى ، أی عند سدرة المنتهى، فسدرة المنتهى فی السماء السابعة وجنّة المأوى عندها» (2) .

وهناک روایات تؤید هذا المعنى جاءت فی مصادر أهل السنّة ومصادر الشیعة بخصوص ولادة السیّدة فاطمة الزهراء(علیها السلام) جاء فیها أنّ نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) قال : « لما عرج بی إلى السماء أخذ بیدی جبرائیل(علیه السلام) فأدخلنی الجنّة فناولنی من رطبها فأکلته فتحوّل ذلک نطفة فی صلبی فلما هبطت إلى الأرض واقعت خدیجة فحملت بفاطمة(علیها السلام) ففاطمة حوراء إنسیة فکلما اشتقت إلى رائحة الجنّة شممت رائحة ابنتی فاطمة » (3) .

جاء فی تفسیر قوله تعالى: (کُلَّمَا دَخَلَ عَلَیهَا زَکَرِیَّا الِمحرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً... ).(آل عمران / 37)

وفی الکثیر من المصادر الإسلامیة الشیعیة منها والسُنّیة أنّ ذلک الطعام کان من فاکهة الجنّة کان الله یعطیها لمریم فی غیر أوانه (4).

وهناک روایات إسلامیة وردت بشأن فاطمة الزهراء(علیها السلام) منها أنّ الله تعالى قد أنزل علیها مائدة من الجنّة وقد أکل منها النبی(صلى الله علیه وآله) وعلی(علیه السلام) وعدد من نساء النبی(صلى الله علیه وآله)والجیران وأنّ النبی(صلى الله علیه وآله) قد شبّه ذلک بقصة مریم وقال : «الحمد لله الذی جعلک شبیهة بسیّدة نساء بنی اسرائیل» (5) .

قد یُقال إنّ هذا الکلام یتعلّق بالجنّة البرزخیة وهی الجنّة التی تستقر فیها أرواح الشهداء بعد الشهادة وقبل القیامة ، والجواب على مثل هذا الاعتراض هو أنّ الجنّة البرزخیة لیست جنّة مادّیة بل هی ذات بعد مثالی والأرواح تنعم فیها على هیئة القوالب المثالیة ، ومن البدیهی أنّ مثل هذه الجنّة الخالیة من الجانب المادی لن تحوی فاکهة نظیر الفاکهة الموجودة فی عالمنا هذا والتی یمکن أنّ یستفید منها الجسم المادّی ، بل هی تشبه فی بعض
جوانبها المشاهد التی یراها الإنسان فی المنام ویتلذذ به .

إضافة إلى هذا نقرأ فی روایات عدیدة أنّ الجنّة حالیاً فی حالة بناء واتساع بواسطة أعمال الإنسان ، فبعض أعمال الإنسان ینتج عنها غرس أشجار جدیدة فی الجنّة ، ولا تصح مثل هذه الأخبار إلاّ إذا کانت الجنّة موجودة حالی ، ومن جملة ذلک ماورد فی الروایات التالیة التی تحمل ابعاداً تربویة رفیعة :

1 ـ نقل أبو أیوب الأنصاری حدیثاً عن الرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله) أنّه قال : «فی لیلة المعراج مَرَّ بی إبراهیم الخلیل(علیه السلام) وقال : مُر امّتک أن یکثروا من غرس الجنّة فإنّ أرضها واسعة وتربتها طیّبة قلت وما غرس الجنّة؟ قال . لا حول ولا قوة إلاّ بالله» (6) .

2 ـ جاء فی حدیث عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) أنّه قال : «من قال لا إله إلاّ الله ، غرست له شجرة فی الجنّة» (7) .

3 ـ نقل الإمام الصادق(علیه السلام) حدیثاً عن آبائه عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) أنّه قال : «من قال سبحان الله غرس الله له بها شجرة فی الجنّة ، ومن قال الحمد لله غرس الله له بها شجرة فی الجنّة ، ومن قال لا اله إلاّ الله غرس الله له بها شجرة فی الجنّة ، ومن قال الله أکبر غرس له بها شجرة فی الجنّة» فقام له رجل من قریش کان بین الحاضرین وقال له : اذن فشجرنا فی الجنّة أکثر ، فقال له النبی(صلى الله علیه وآله) : «نعم ولکن إیّاکم أن ترسلوا علیها نیراناً فتحرقوها» (8) .

4 ـ وجاء فی حدیث آخر عن النبی(صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «لمّا اُسری بی إلى السماء دخلت الجنّة فرأیت فیه ملائکه یبنون لبنة من ذهب ولبنة من فضّة، وربّما أمسکوا، فقلت لهم: مالکم ربّما بنیتم وربّما أمسکتم؟ فقالوا حتّى تجیئنا النفقة! فقلت لهم: وما نفقتکم؟ فقالوا: قول المؤمن فی الدنیا: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أکبر، فاذ قال بنینا، وإذ أمسک أمسکنا»(9).

نختم هذا البحث بحدیث للمرحوم العلاّمة المجلسی ، فقد قال فی نهایة هذه الروایة المتعلقة بالجنّة والنّار والتی أوردها فی بحار الأنوار : «إعلم أنّ الإیمان بالجنّة والنّار على ماوردتا فی الآیات والأخبار من غیر تأویل من ضروریات الدین ، ومنکرهما أو مؤولهما بما أوّلت به الفلاسفة خارج من الدین ، وأمّا کونهما مخلوقتان الآن فقد ذهب إلیه جمهور المسلمین إلاّ شرذمة من المعتزلة والآیات والأخبار الواردة دافعة لقولهم مزیّفة لمذهبهم ، والظاهر أنّه لم یذهب إلى هذا القول أحد من الإمامیة إلاّ ما ینسب إلى السید الرضی» (10) .


1. بحار الأنوار، ج 8، ص 119 ، ح 6 .
2. تفسیر علی بن إبراهیم، ج 2، ص 335 .
3. ورد مضمون هذا الحدیث فی الکتب الشیعیة وفی الکثیر من الکتب السنّیة مثل : ذخائر العقبى، ص 36 وص44 ; والمستدرک على الصحیحین، ج 6، ص 156 ; و تفسیر الدر المنثور للسیوطی فی تفسیر آیة ( سبحان الذی اسرى بعبده ). . وکتب اُخرى .
4. تفسیر العیاشی ; وتفسیر البرهان ; و تفسیر نور الثقلین ; وکذلک تفسیر الدر المنثور ذیل الآیة 37 من سورة آل عمران .
5. نقله کل من الزمخشری فی الکشاف ; والسیوطی فی تفسیر در المنثور فی ذیل الآیة 37 من سورة آل عمران ; والثعلبی فی قصص الأنبیاء فی ص 513 .
6. بحار الأنوار، ج 8، ص 149 ، ح 83 .
7. ورد هذا الحدیث فی کتب کثیرة منه : المحاسن ; ثواب الأعمال ; بحار الأنوار عن اصول الکافی، ج2، ص517 ح 2.
8. بحار الأنوار، ج 8، ص 186 ، ح 154 .
9. المصدر السابق، ج 18، ص 375 ، ح 80 (بشیء من التلخیص) .
10. بحار الأنوار، ج 8، ص 205 ، ذیل ح 62 .

 

1 ـ آراء العلماء المسلمین فی خلق الجنّة والنّار 3 ـ جواب على اعتراضین
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma