3 ـ اللذّات الروحیة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السادس)
15 ـ النعم التی لا تتصور1 ـ الاحترام الخاص

نظراً لوجود أبعاد روحیة وجسمیة فی «المعاد» ونظراً لکون الروح أسمى وأشرف من الجسم بمرّات وَمرّات ، فینبغی إذن عدم الشک فی أنّ النعم الروحیة والمعنویة للجنّة أفضل وأسمى وأعظم بمرّات من النعم المادّیة والجسمیة !

ولکن لمّا کان الوصف لا یتسع عادة للتعبیر عن هذه النعم ، وهی اُمور تعتمد على المشاهدة (القلبیة) لا على القول والسماع فلهذا غالباً ما نعثر فی الآیات القرآنیة على إشارات مبهمة لهذه النعم التی یتمتّع بها أصحاب الجنّة باستثناء الموارد التی یمکن شرحها وبیانها حیث تولى القرآن الکریم شرح وتبیان عدد منه .

وبعبارة أخرى : فإنّ لذّة إدراک معرفة الله وما فیها من نفحات جلالیة وجمالیة وأنوار ألطافه الخفیّة ، والسکر لدى ارتشاف کأس العشق لذاته المقدّسة تعادل بل وتفوق اللحظة الواحدة منها کل النعم المادیة فی هذا العالم .

وقد نتصور أحیانا نماذج بسیطة لهذه النعم فی الدنیا تتجلّى لنا عندما نقف بین یدی الله سبحانه وتعالى وننقطع للعبادة والخلوة، فنمد الأیدی بالدعاء والمناجاة ونغرق بالاستغاثة ونداء یا قاضی الحاجات، فننسى الدنیا وما فیها، وفی لحظات قصیرة نحس وکأننا فی حالة ذوبان فی جمال الله الذی لا مثیل ولا نظیر له، وبالخصوص لو کنّا فی هذه اللحظات فی بعض الأماکن المقدّسة، فی بیت الله الحرام أو عرفات والمشعر وغیرها من الأماکن والعتبات المقدّسة المخصصة للعبادة، فیشعر الإنسان بلذة لا یمکن لأی قلم أو بیان أن یصفها ویتصورها.

تصّور لو أنّ هذه الحالات تحصل وبشکل أکثر قوّة بآلاف المرات وتستمر لساعات وأیّام ولیال وأشهر وسنوات متواصلة ، کیف سیکون الحال ؟ خاصّة مع انعدام عوامل الغفلة عن ذکر الله فی الجنّة وزوال المسببات التی تعصف باستقرار القلب وحضوره ، وانکشاف الحجب وموانع المعرفة من أمام الابصار ، حیث یصبح إدراک الإنسان وبصیرته أشدّ وأقوى ولا وجود هناک للوساوس الشیطانیة التی تقف حجر عثرة دوماً فی وجه سالکی هذا الطریق .

یمکن حینذاک تصّور ما یجری هناک ، وما هی النعم المعنویة العظیمة التی تتجلّى لنا، وما هی النفحات الجذابة التی تستقطب الروح إلى جوار قرب الله ، وتجعلها غارقة فی أنوار ذاته وغافلة عن ذاتها حتى یصل بها الحال إلى عدم رؤیة ما سواه ولا تطلب سواه ، ولا ترى إلاّ ما تحب ، وتحب کل ما ترى .

ونعود الآن إلى القرآن مع الالتفات إلى الإشارات المذکورة أعلاه لنرى القرآن نفسه وهو یبّین هذه النعم التی یمکن تلخیصها تحت الأبواب الآتیة :

 

15 ـ النعم التی لا تتصور1 ـ الاحترام الخاص
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma