کتاب الأعمال فی الیمین أو فی الشمال

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السادس)
کُتّاب صحیفة الأعمال صحیفة أعمالنا أمام أنظار الجمیع

تشیر الآیة الحادیة عشرة إلى موضوع جدید وهو إتیان کتاب الأعمال، فیؤتى الأشرار والأشقیاء کتابهم بشمائلهم أمّا الصالحون والأخیار فیؤتون کتابهم بأیمانهم، وهذه علامة فارقة لتمییز الأخیار من الفجار فی محکمة العدل الإلهی: ( فَأَمّا مَنْ أُوتِىَ کِتَابَهُ بِیَمِینِهِ فَیَقُولُ هَآؤُمُ اقْرَءُوا کِتابِیَه... )، وعلى العکس: (وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ کِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَیقُولُ یَالَیْتَنِى لَمْ أُوْتَ کِتابِیَه * وَلَم أَدْرِ مَا حِسَابِیَه *یالَیْتَها کَانَتِ الْقَاضِیَةَ ) ، فهل أنّ الید الیمنى والیسرى إشارة إلى هذا العضو الخاص من البدن أم هو کنایة عن الخیر والشر، ولماذا الید الیمنى کنایة عن الخیر، والیسرى کنایة عن الشر ؟

لقد ورد هذا المعنى (کاحتمال) فی تفسیر (فی ظلال القرآن) ولکن نقول لا توجد ضرورة لهذا التأویل لأنّ إتیان کتاب أعمال الصالحین بالید الیمنى، والأشرار بالید الیسرى وسیلة لتمییزهم والتعرف علیهم .

أمّا کلمة (هاؤم) فهی على رأى الکثیرین من المفسرین وأرباب اللغة مرکبة من (هاء) وهی اسم فعل (أمر) بمعنى خذ و(میم) وهو ضمیر جمع مذکر مخاطب ، وهذه الکلمة تعامل معاملة فعل الأمر فیقال (هاءَ ، هاءِ ، هائم ، هاؤُم ، هاتُن (للمفرد ، المذکر والمفرد المؤنث والمثنى وجمع المذکر وجمع المؤنث) وأحیاناً تبدل الهمزة بالکاف فیقال : (هاکَ ، هاکِ ، هاکم ، هاکن ) أمّا الهاء الواردة فی آخر کلمتی (کتابِیَهْ وحَسابِیهْ) فیطلق علیها اصطلاحاً بـ (هاء السکون) وهی لیست بضمیر وإنّما هی للاستراحة فی الکلام ولیس لها مفهومٌ خاص والأصل: (کتابیَ) و(حِسابیَ).

ولقد ورد فی حدیث عن عبدالله بن حنظلة المعروف بغسیل الملائکة وهو من شهداء أُحد، قال : إنّ الله یوقف عبده یوم القیامة فیبدی سیئاته فی ظهر صحیفته فیقول له أنت عملت هذا، فیقول نعم أی ربّ، فیقول له: إنّی لم أفضحک به وإنّی قد غفرت لک، فیقول عند ذلک هاؤم اقرؤا کتابیه إنّی ظننت أنّی ملاق حسابیه، حین نجا من فضیحته یوم القیامة (1) .

لقد ورد نفس هذا المعنى بشیء من الاختلاف (إیتاء کتاب أعمال الأبرار بالیمین والفجار بالشمال) فی الآیة الثانیة عشرة من الآیات السالفة الذکر: (فَأَمّا مَن أُوتِىَ کِتابَهُ بیَمِینِه فَسَوفَ یُحَاسَبُ حِسَاباً یَسیر * وَیَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُور * وَأَمّا مَنْ أُوتِىَ کِتابَهُ وَرآءَ ظَهْرِهِ * فَسَوفَ یَدْعُوا ثُبُور * وَیَصْلى سَعِیراً ) .

فذکرت الآیات السابقة أنّ کتاب أعمال الفجار یؤتى بالشمال، أمّا هذه الآیات فذکرت أنّ کتاب الفجار یوتى (وراء الظهر) ویراد بهذا المعنى أنّ المجرمین عندما یعطون کتبهم بشمائلهم فانّهم ولشدّة حیائهم یجعلون أیدیهم وراء ظهورهم حتى تقل رؤیة الجمع لهذا السند، سند الجریمة والفضیحة ، أو لأنّ أیدی الشمال مغلولة وراء ظهورهم فکما أنّهم جعلوا کتاب الله وراء ظهورهم فی الحیاة الدنیا فهنا تجعل کتب أعمالهم وراء ظهورهم ، أو لکون وجوههم مقلوبة وراء ظهورهم ولأجل رؤیة کتب أعمالهم فهم یأخذون کتبهم من وراء ظهورهم ولا منافاة لأی من هذه المعانی الثلاثة للآیة وما ورد فی الآیات السابقة .

ما المراد بـ (الأهل) الذی ذکرته الآیة الکریمة ؟

قیل: إنّ المراد بالأهل هم النساء والأولاد والآخرین من أهل الإیمان الذین یدخلون الجنّة قبلهم، وقیل: إنّ الأهل هنا إشارة إلى الحور العین، وقیل: إنّ المقصود بالأهل هم سائر المؤمنین الذین لهم سبق قدم فی الجنّة وذلک لأنّ المؤمنین کلهم أهل لبعضهم البعض، وفی الحقیقة (إنّهم جزء من أُسرة واحدة) ، ونرى أنّ التفسیر الأول هو الأنسب بدلیل أنّ نفس هذا التعبیر ورد فی الآیة 13 من نفس السورة ویراد به الأسرة والزوجة والأولاد والأقرباء، واتحاد السیاق یدلّ على أنّ المعنى واحد .

ولقد قسمت الآیة الثالثة عشرة هذا التقسیم (أصحاب الیمین وأصحاب الشمال) بشکل آخر: (فَأَصْحَابُ المَیمَنَةِ مَا أَصْحَابُ المَیْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ ) .

«المیمنة» : مشتقة من مادة (الیمن) بمعنى السعادة والبرکة، ولقد فسرها البعض وقال : إنّها مأخوذة من مادة (یمین) أی الید الیمنى، یقولون : إنّهم الأفراد الذین یعطون کتبهم بأیمانهم (صحیح أنّ مادة یمن) و(یمین) مشتقة من أصل واحد ولکن یعنی أحدهما الخیر والیمن والسعادة ، ویعنی الآخر الید الیمنى التی یرونها مظهراً من مظاهر البرکة .

ویعتقد الراغب کما ورد فی مفرداته ـ أنّ أساس الکلمتین یحمل نفس مفهوم الید الیمنى فیرى أنّ الخیر والیمن والبرکة تحصل بالأفعال التی تنجز بواسطة الید الیمنى .

فهذه الکلمة جاءت بمعنى الخیر والبرکة ویقابلها کلمة المشئمة .

«والمشئمة» : مشتقة من (شؤم) وعلى قول صاحب کتاب مقاییس اللغة أنّ المعنى الأصل لهذه الکلمة هو نفس الید الیسرى وأنّهم یعتقدون بأنّ الید الیسرى والأعمال التی تنجز بواسطتها إشارة إلى الشر وسوء الحظ . . ولهذا استعملت کلمة شؤم بهذا المعنى وبهذا السیاق، ویکون المراد من (أصحاب المیمنة) و(أصحاب المشئمة) فی الأصل نفس معنى أصحاب الیمین وأصحاب الشمال الذین یؤتون کتبهم إمّا بالیمین أو بالشمال، وبهذا فإنّ تفسیر الآیة بمجموعة تکون (سعیدة مسرورة) واُخرى (شقیة تعیسة) بعد المعنى الثانی من معانی الآیة الکریمة، ولقد فسر الفخر الرازی أصحاب المیمنة بـ (أصحاب الجنّة) إذ یقول (2) :

هم أصحاب الجنّة وتسمیتهم بأصحاب المیمنة إمّا لکونهم من حملة کتبهم بأیمانهم وإمّا لکون أیمانهم تستنیر بنور من الله تعالى کما قال تعالى: (یَسعَى نُورُهُم بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَبِأَیْمانِهِمْ ). (الحدید / 12)

وإمّا لکون الیمین یراد به الدلیل على الخیر ، والعرب تتفاءل بالسانح وهو الذی یقصد جانب الیمین من الطیور إذ یتفاءلون بها بالخیر، والتی تطیر من الشمال، بالشر.

جملة (ما أصحاب المیمنة وما أصحاب المشئمة) جاءت على صیغة استفهامیة، وهذه إشارة إلى المقام الرفیع جدّاً للطائفة الاُولى والمقام الدنیء جدّاً للطائفة الثانیة فکان منزلة وبرکات الطائفة الاُولى من العلو والسمو بحیث تخرج عن مستوى تفکیر الإنسان، وهذا التفسیر کنایة لطیفة عن هذا المعنى ، على عکس التعبیر الثانی الذی هو کنایة عن شدّة الانحطاط والتدنی ، ومع عدم ورود کلام عن کتاب الأعمال فی هذه الآیات إلاّ أننا إذا أخذنا سائر الآیات القرآنیة التی جاءت فیها هاتان الکلمتان بنظر الاعتبار یکون التفسیر أعلاه مناسباً لهذا المعنى .

أمّا الآیة الرابعة عشرة من الآیات السالفة الذکر والتی وردت فی نفس سورة الواقعة: (وَأَصْحَابُ الَْیمِینِ مَاأَصحَابُ الَْیمِینِ * فِى سِدر مَّخْضُود )( وَأَصحَابُ الشِّمـَالِ مَا أَصحَابُ الشِّمَـالِ فِى سَمُوْم وَحَمِیم ).

فقد ذکر المفسرون فی تفسیر هذه الآیات نفس المعانی التی وردت فی تفسیر الآیات السابقة .

فقیل: هم الذین یعطون کتبهم بأیمانهم أو بشمائلهم أو هم أصحاب الیمین والبرکة أو تعیسو الحظ أو الذین یتجهون نحو الجنّة من الیمین أو نحو الجحیم من الیسار أو هم الذین یظهر نورهم على یمینهم (3) .


1. تفسیر در المنثور، ج 6، ص 261; تفسیر فی ظلال القرآن، ج 8، ص 256 ولو أنّ هذا الحدیث نقل عن عبدالله بن حنظلة ولکنه قد سمعه بالواسطة عن الرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله) .
2. التفسیر الکبیر ، ج 29، ص 142 .
3. تفسیرالتبیان، ج 9، ص 493; وتفسیرالبیان; وتفسیرالکبیر ; وتفسیر فی ظلال القرآن، ذیل الآیات مورد البحث.

 

کُتّاب صحیفة الأعمال صحیفة أعمالنا أمام أنظار الجمیع
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma