6 ـ الانشراح النفسی

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السادس)
5 ـ العلاقات الطّیبة 7 ـ الشعور برضا الله

قد یُدعى الإنسان أحیاناً إلى أجمل الحدائق ، وتوفّر له کافة مستلزمات الراحة ، إلاّ أنّ روحه منقبضة فلا یتلذذ بأی منه ، فالإنسان یشعر بلذة النعم الإلهیّة فیما إذا کان منشرح النفس .

یُستفاد من مجمل الآیات الواردة فی هذا الصدد أنّ الفرح والانشراح یظهر على وجوه أهل الجنّة بکل وضوح ، وقد استخدم القرآن الکریم عبارات جذّابة فی هذا الصدد ، فإلیک مثلا قوله :(اُدخُلُوا الْجَنَّةَ اَنْتُمْ وَأَزْوَاجُکُمْ تُحْبَرُونَ ). (الزخرف / 70)

فکلمة «تُحبرون»: مأخوذه من المصدر (حبر) على وزن (فکر) ، وتعنی فی الأصل الآثار الجمیلة حسب ما وردت فی کتاب (مقاییس اللغة) ، ولذلک یطلق على الأشیاء المزّینة اسم «مُحَبَّر» على وزن مُشّجر وسمّی الحِبرُ حِبراً لأنّه یترک وراءه أثراً جمیل ، ویُقال للعلماء «أحبار» لأنّهم یمتلکون آثاراً قیّمة ، وهذه الکلمة تعنی هنا البهجة والانشراح الذی یظهر أثره على الوجوه (1) .

وقد وردت الإشارة إلى هذا الموضوع بتعبیر آخر فی قوله تعالى:(تَعْرِفُ فِى وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِیمِ ) . (المطففین / 24)

فکلمة «النضرة»: تعنی فی الأصل الجمال ، والمقصود من (نضرة النعیم) الطراوة والنعومة التی تظهر من أثر وفرة النعمة والحیاة المرفهة وتعکس حالة (الارتیاح والانبساط الداخلی) کما أنّ «تعابیر الوجه تفشی سر الداخل» (2) .

وقد فسّر بعضهم هذه الکلمة بمعنى السعید والفرح والمستبشر کما جاء فی قوله تعالى: (وُجوُهٌ یَومَئِذ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِکَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ ) (3) . (عبس / 38 ـ 39)

ولکن الآیات السابقه لها تظهر أنّ هذه الآیة تشرح حال المؤمنین فی مشهد المحشر ولیس فی الجنّة .

وفسرها البعض الآخر بمعنى النور والجمال والاشراق الذی لا یتیسر للبیان وصفه ،(4)وذهب البعض الآخر إلى أنّها تعنی البِشْر والبشاشة التی تظهر على وجوههم شعوراً منهم برضا المحبوب أی الله سبحانه وتعالى (5) .

ونقرأ هذا الوصف الآیة الکریمة: (وُجُوهٌ یَومَئِذ نَّاعِمَةٌ * لِّسَعْیِهَا رَاضِیَةٌ ) .(الغاشیة / 8 ـ 9)

کلمة «ناعمة»: مأخوذة من مصدر (النعمة) وتعنی هنا الاستغراق فی النعمة إلى حد ظهور آثارها من السرور والارتیاح على الوجه .

وقال آخرون: إنّها تعنی النعومة واللطافة ، وهذه أیضاً حاصلة من النعم المختلفة (6) .

ومن الطبیعی أنّ هذه النعومة والطراوة ، أو تلک الوجوه المنیرة على قول بعض المفسّرین وکأنّها القمر فی اللیلة الرابعة عشرة ، لیست معلولة للنعم المادیة فقط لأنّ النعم المادیة لا یمکنها لوحدها إیجاد مثل هذه الآثار ، ومن المؤکد أنّ هذا الأثر ناتج عما یختلج فی نفوس أصحابها من أحاسیس ومشاعر معنویة وروحیة سامیة تنعکس آثارها على أجسامهم ، وختام الآیة شاهد على هذا المعنى أیض .


1. ورد نفس المعنى فی سورة الروم، الآیة 15 .
2. جاءت تعابیر مشابهة فی سورة القیامة، الآیة 22 ; وسورة الدهر، الآیة 11.
3. تفسیر الکبیر، ج 31، ص 98 (نقله باعتباره قولاً).
4. المصدر السابق ، ص 99.
5. روح البیان، ج 10 ، ص 371 .
6. تفسیر المیزان، ج 20، ص 274.

 

5 ـ العلاقات الطّیبة 7 ـ الشعور برضا الله
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma