إنّ لموضوع کتب الأعمال أو صحف الأعمال صدىً واسعاً فی الروایات الإسلامیة، وقد جاءت بعض الروایات کتعبیر للآیات السابقة ، وهناک روایات مستقلة عن الآیات .
وسنشیر إلى بعض من هذه الروایات التی تتضمن کل واحدة منها جوانب تربویة هامة :
1 ـ نقرأ حدیثاً ورد عن الإمام الصادق(علیه السلام) : «إذا کان یوم القیامة دفع إلى الإنسان کتابه ثم قیل له اقرأ، قلت : فیَعرفُ ما فیه؟ فقال : إنّ الله یذکره فما من لحظة ولا کلمة ولا نقل قدم
ولا شیء فعله إلاّ ذکره کأنّه فعله تلک الساعة! فلذلک قالوا یا ویلتنا ما لهذا الکتاب لا یغادر صغیرة ولا کبیره إلاّ أحصیه »(1).
2 ـ نقرأ فی إحدى خطب نهج البلاغة أنّ الإمام أمیرالمؤمنین (علیه السلام) قال : «ونستغفره ممّا احاط به علمه وأحصاه کتابه ، علم غیر قاصر وکتاب غیر مغادر»(2) .
3 ـ جاء فی حدیث عن الإمام الباقر(علیه السلام): «ولیست تشهد الجوارح على مؤمن ، إنّما تشهد على من حقّت علیه کلمة العذاب ، فأمّا المؤمن فیؤتى کتابه بیمینه»(3) .
4 ـ ونقرأ حدیثا آخر للإمام الصادق(علیه السلام) : «إِنّ الله تبارک وتعالى إذا إراد أن یحاسب المؤمن أعطاه کتابه بیمینه وحاسبه فیما بینه وبینه فیقول: عبدی فعلت کذا وکذا وعملت کذا وکذا. فیقول: نعم یارب قد فعلت ذلک . فیقول: غفرتها لک وأبدلتها حسنات. فیقول الناس سبحان الله أما کان لهذا العبد سیئة واحدة ؟ وهو قول الله عزّ وجلّ: (فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ کِتَابَهُ بِیَمیِنِهِ * فَسَوْفَ یُحَاسَبُ حِسَاباً یَسِیر * وَیَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً )»(4) .
5 ـ نقل فی سننن الترمذی عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) : «یعرض الناس یوم القیامة ثلاث عرضات : فأمّا عرضتان فجدال ومعاذیر ، وأمّا العرضة الثالثة فعند ذلک تطیر الصحف فی الأیدی : فأخذ بیمینه وأخذ بشماله» (5) .
إنّ هذا التعبیر تضمن إشارة إلى (تطایر الکتب) الذی جاء فی عبارات مختلفة، واتضح من خلال هذا الحدیث أنّ صحف الأعمال تتحرک من محلها الأصل (عند العرش أو علیین أو سجین الذی هو مرکز جمعها) فتلقى بید صاحبها فهذا التعبیر یدل بوضوح على أنّ کتاب الأعمال هو لیس صفحة الروح الإنسانیة بل هو الآثار التی تثبت خارج وجوده (تأمل).