إنّ الوقت من ذهب کما یقال، ولا ینبغی إهداره وإتلافه بدون مبرر ومسوغ معقول، فإنّ إهدار الوقت والعمر هو فی الحقیقة إهدار أثمن رأسمال فی حیاة الإنسان بحیث لا یمکن تعویضه. وللأسف فإنّ هذه النشاطات الاقتصادیة غیر السلیمة تعمل على إهدار سنوات عزیزة من عمر الإنسان من دون استثمارها فی مجالات نافعة ومن دون أن یعود علیه بشیء مفید.

ویقول الدکتور سعیدی مع الإشارة إلى الآثار الاجتماعیة والثقافیة والاقتصادیة السیئة لعمل جولدکوئیست (والشرکات المشابهة):

«إنّ الحدّ الأدنى من حجم وقیمة الأموال التی تخرج من البلاد بسبب هذا القمار فی کل عام أکثر من میلیارد دولار، وینفق أعضاء هذه الشرکات فی کل یوم 10 ساعات من أفضل أوقات حیاتهم، فلو فرضنا أنّ قیمة کل ساعة بالحساب المالی تساوی 1000 تومان فإنّ هذا العمل یکلف البلاد ما یقارب من 36 ألف میلیارد دولار سنویاً یتمّ انفاقها على هذه النشاطات الموهومة بحیث یمکن ایجاد أفضل الإمکانات العمرانیة والرفاهیة والطبیة فی البلاد بهذه الثروة العظیمة وبذلک یعیش البلد تحولاً عظیماً فی عجلة التقدم والرقی الحضاری»(1).

ومن الآثار السلبیة الأخرى هی إشغال قوات الشرطة والقوة القضائیة بهذه الأمور وبالتالی یتمّ إعاقتهم عن الأعمال الضروریة، وکذلک إشغال المسؤولین فی دائرة الأمور الثقافیة والدینیة وخاصة مراجع التقلید العظام والحوزات العلمیة بأمور جانبیة، والتقلیل من الدوافع الروحیة للعمل والنشاط المثمر، وخروج السیولة النقدیة من الاشتغال فی الفعالیات الاقتصادیة الایجابیة، ومع شروع الشرکات الداخلیة المشابهة فی عملیة التسویق الهرمی نواجه تبعات ونتائج سلبیة أخرى تترتب على هذه النشاطات الاقتصادیة الکاذبة، ولا یسعنا المجال للتفصیل فی هذا المختصر.

نسأل الله تعالى أن یحفظ الجمیع من شرّ هذه الآفة الاقتصادیة والاجتماعیة والأخلاقیة الکبیرة.

1 . صحیفة الجمهوریة الإسلامیة، بتاریخ 26/7/1383 .