لا شک فی أنّ ظاهرة العطالة تشکل معضلة عالمیة تشکوا منها أکثر بلدان العالم، وهذه الظاهرة تعود فی جذورها إلى طبیعة الحیاة التکنولوجیة والآلیة فی عصرنا الحاضر.
وبلدنا أیضاً بدوره لیس استثناء من هذه القاعدة، ومع الأسف فإنّ عدد العاطلین عن العمل کبیر، وللعطالة آثار وافرازات سلبیة کبیرة ومتعددة، وبإمکانها أنّ تکون أرضیة ممهّدة للکثیر من الجرائم، وبلا شک فإنّ أهم العوامل المساعدة لنشاط الشرکات الاستعماریة المذکورة هی ظاهرة العطالة. وهذا المعنى لیس ادّعاءً فارغاً بل إنّ مجموعة من الخبراء أیضاً یؤیدون هذا المعنى، ونلفت النظر إلى بعض النماذج من أقوال هؤلاء الخبراء:
الاوّل: یقول أحد علماء الاجتماع بالنسبة لنشاطات هذه الشرکات وأعمالها المشبوهة: «إنّ بعض الأفراد والمؤسسات الخارجیة على علم بنسبة العطالة فی بلدان العالم الثالث والظروف المعیشیة الخاصة التی تعیشها هذه الشعوب، ومن هنا وجدوا فرصة سانحة لإشاعة مثل هذه الأسالیب السقیمة».
الثانى: یقول نائب مدیر المجمع الطبی لجامعات طهران: إنّ عملیة مکافحة العطالة من قبل الحکومة تجاه الخریجین والمتخصصین فی البلاد ضعیفة، وبالتالی فإنّ هذا العمل الضعیف وغیر الکافی أدّى إلى سوق هؤلاء باتجاه مثل هذه الأعمال الاقتصادیة غیر العلمیة.
الثالث: إنّ حالة طلب الثروة تشکل هاجساً عاماً لدى الناس وخاصة لدى الأشخاص الذین یعیشون مشاکل مالیة یومیة، وبالنسبة للشباب الذین یعیشون حالة العطالة عن العمل وعدم وضوح المستقبل لدیهم بل عدم القدرة على کسب المال لتأمین النفقات الضروریة لهم، فإنّ ذلک یعتبر أفضل وسیلة للتورط فی مثل هذه اللعبة الاستعماریة حیث ینفذ المستعمرون والمحتالون من هذه النافذة.
الرابع: عندما یقترن التضخم الاقتصادی بالرکود الاقتصادی ویزداد عدد العاطلین عن العمل یوماً بعد آخر ویعیش المجتمع الجمود وعدم الحرکة، فإنّ هذه الأوضاع والأحوال تمثّل فرصة جیدة لعملیة الاستغلال الاقتصادی الذی تقوم به هذه الشرکات بالاستفادة من التلاعب الاقتصادی للحصول على ثروات مجانیة، ومن هنا فلا عجب لتأیید الناس لهذه الاطروحات الخیالیة والوهمیة لشرکة «جولدکوئیست» و«اى.بى.ال».
أجل فإنّ مشکلة العطالة تعتبر إحدى الظواهر السلبیة التی تمهد لمثل هذه الفعالیات غیر الاقتصادیة والمشبوهة، ویجب على المسؤولین التفکیر بجدیة لحلّ هذه المعضلة العامة، وبالطبع فإنّ هذا العمل لیس بالیسیر، ولکنه بلاشک لیس محالاً.
1 . صحیفة القدس، العدد 3722، بتاریخ 29/8/1379 .
2 . صحیفة جوان، العدد 1792، بتاریخ 27/4/1384 .
3 . صحیفة کیهان الصادرة بتاریخ 24/11/1379 .
4 . صحیفة رسالت الصادرة بتاریخ 5/3/1384 .
