سؤال : ما هی العلاقة بین «ظاهرة الانتحار» و «ظاهرة تصرف الشخص بأموال الناس بالباطل»، حیث ورد هذا المعنى فی الآیة الشریفة مورد البحث؟

الجواب : والجواب عن هذا السؤال واضح، فإنّ القرآن الکریم عندما ذکر هذین الأمرین على التوالی فإنّه یرید الإشارة إلى نقطة اجتماعیة مهمّة، وهی: «أنّ العلاقات المالیة بین الناس إذا لم تقم على أساس سلیم وصحیح وأنّ اقتصاد المجتمع إذا لم یتحرک فی إطار سلیم ولم یتصرف البعض فی أموال الآخرین بالباطل وبصورة غیر مشروعة، فإنّ مثل هذا المجتمع سیبتلى بظاهرة الانتحار. ومضافاً إلى ازدیاد ظاهرة الانتحار الفردی فإنّ الانتحار الاجتماعی أیضاً سیکون من الآثار الضمنیة لهذا الخلل فی مجمل العلاقات المالیة بین الأفراد»(1).

والشاهد الحی على هذه الحقیقة هو ما نراه من وقائع وحوادث وثورات فی المجتمعات البشریة المعاصرة، وبما أنّ الله تعالى رحیم بعباده ولا یرید لهم إلاّ الخیر والصلاح فإنّه حذّرهم وأنذرهم من مسألة أکل المال بالباطل وأنّ المعاملات المالیة غیر المشروعة ستقود المجتمع البشری إلى التورط فی منزلقات الهلکة والضلالة(2).

1 . یقول أحد علماء الاجتماع فی مقابلة مع صحیفة القدس،العدد 3722 بتاریخ 29/8/1379: «إذا واجه الشباب العاطل عن العمل والمشترک فی عضویة إحدى هذه الشرکات خسارة مالیة، فإنّ من المحتمل أن یقوم بأی عمل مخالف للقانون لجبران هذه الخسارة، وسیأتی تفصیل هذا المطلب فی الفصل الثامن.
2 . التفسیر الأمثل، ج 3، ص 396 .