إنّ الشرکات الغربیة الأصلیة مثل الشرکة النمساویة والکثیر من الشرکات الداخلیة تتحرک فی عملها بما تقدم آنفاً، وعلى سبیل المثال نبیّن کیفیة عمل الشرکة النمساویة کنموذج لعمل هذه الشرکات، ثم نبیّن اسلوب وکیفیة عمل إحدى الشرکات الداخلیة:

إنّ نمط عمل الشرکة النمساویة ذکر بشکل کامل فی کتاب «الفتاوى الجدیدة» الجزء الأول الصفحة 140 وفیما یلی نص هذه المسألة:

«هناک مؤسسات فی النمسا تعطی المراجعین استمارات تحت شعار (اکسب ثلاثین ألف دولار بلا تعب) على النحو التالی:

أ) یشتری المراجع (زید مثلا) الاستمارة من الشخص الموجود فی التسلسل الخامس بمبلغ 30 دولاراً.

ب) ثم یحرر صکاً مصدقاً باسم الشخص الکائن فی التسلسل الأول بقیمة ثلاثین دولاراً وصکاً مصدقاً آخر بمبلغ 30 دولاراً أیضاً باسم المؤسسة ترسل مع الاستمارة المشتراة والتی دوّن فیها إسمه وأوصافه (أی ان مجموع ما یدفعه 90 دولاراً).

ج) وبعد مدّة زمنیة، یستلم (زید) أربع استمارات حذف منها اسم التسلسل الأول وزحفت الأسماء فی التسلسلات التالیة مرتبة واحدة إلى الأعلى لکل اسم، وهکذا یستقر اسم (زید) فی التسلسل الخامس.

د) یقوم (زید) ببیع الاستمارات الأربع التی وصلته إلى أربعة مراجعین جدد بسعر 30 دولاراً للاستمارة الواحدة، وهکذا یستلم 30 دولاراً علاوة على الدولارات التسعین التی دفعها.

هـ) یتبع المراجعون الذین اشتروا استمارات (زید) الطریقة التی بیّناها فی (ب) ویستلم کل منهم أربع استمارات، فیزحف اسم زید إلى المراتب الأعلى حتى یصل إلى الترتیب الأول، وهنا یتوجب على کل مراجع جدید أن یودع 30 دولاراً فی حساب زید فیکون المجموع 30000 دولار ثم یخرج اسمه من القائمة وتصعد الأسماء التالیة وهلم جرّا»(1).

وبالطبع لیس جمیع هذه الشرکات تتحرک فی عملها بالشکل المذکور رغم أنّ کیفیة عملها تتشابه تقریباً، وأمّا الأسلوب الذی تستخدمه إحدى الشرکات الداخلیة الذی یختلف قلیلاً مع عمل الشرکة النمساویة فإننا ننقله نصاً من کتاب «الفتاوى الجدیدة، الجزء الثالث،
ص 140»:

«قامت شرکة ایرانیة بمشروع یسمى (مشروع التعاون والاتحاد) وتسجیل أسماء الأعضاء الراغبین، وکل عضو مکلّف یدفع مبلغ (1300) تومان مثلاً، لحساب الشرکة ویتمّ دفعه من قِبل أربعة أشخاص مذکورین فی قائمة سبعة نفرات (کل نفر یدفع 200 تومان أو 500 تومان لحساب الشرکة) وبعد دفع المبلغ المذکور یصبح هؤلاء الأشخاص أعضاء فی قائمة السبعة، ویخرج الشخص السابع من الاشتراک، وبهذا الترتیب تستمر العملیة بإضافة عضو جدید للشرکة، إلى أن یصیر الشخص الأول سابعاً ویخرج بالتالی عن هذه القائمة، هذه الشرکة تدّعی أنّها فی هذه المرحلة تدفع إلى 823543، نفراً لکل واحد منهم 200 تومان یدفع لحسابهم الشخصی، بحیث یکون المجموع 000/400/681/1 تومان، ویدفع جمیع هذا المبلغ من قبل الأعضاء الجدد لحسابه الخاص؟»(2).

إنّ هذا النوع من عمل الشرکات الداخلیة کثیر ومتنوع، وفی الواقع إنّ هذا العمل بحکم بیع أوراق الیانصیب فی زمان الشاه حیث أفتى الفقهاء بحرمته، وسوف یأتی الکلام عن هذا الموضوع فی المباحث الآتیة.

1 . کما تقدّمت الإشارة إلیه وسیأتی فی البحوث اللاحقة أیضاً أنّ السؤال عن فعالیة وعمل الشرکة المذکورة قد وصلنا قبل عشر سنوات وأجاب سماحة آیة الله العظمى الشیخ ناصر مکارم الشیرازی (مدّ ظلّه) عن ذلک بما یلی: «المشارکة فی هذا العمل حرام، والمال العائد منه غیر مباح، وفی الحقیقة أنّه نوع من الاحتیال المشبوه للحصول على أموال الآخرین».
2 . وهذه هی فتوى سماحة آیة الله العظمى الشیخ ناصر مکارم الشیرازی (مدّ ظلّه) بالنسبة لعمل الشرکة المذکورة الصادر فی تاریخ 4/7/1379، 1900 م: «إنّ هذا العمل نوع من الاحتیال والغش ویشبه القمار وهو حرام».