«إنّ ضرب السکة الذهبیة بصورة الإمام الخمینی(قدس سره) وبواسطة مؤسّسة صیاغة السکک «بى اچ مایر» فی السنة السابقة وجعل هذه السکة فی فهرس البضاعة لشرکة جولدکوئیست یعتبر حیلة مخادعة لکسب امتیاز معنوی فی ایران بالقوة، والقائمون والمسؤولون عن شرکة جولدکوئیست، اعتبروا صیاغة هذه السکّة دلیلاً لتوجیه وتبریر اطروحتهم وفعالیتهم الاقتصادیة فی بلدنا ایران، وقد استأذنوا مؤسسة تنظیم ونشر آثار الإمام الخمینی(قدس سره) لهذا العمل حیث أصدرت المؤسّسة المذکورة جواز طبع صورة الإمام الراحل لمرکز صیاغة السکک الذهبیة فی ألمانیا ویدّعی هؤلاء المسؤولون أنّ عمل شرکة جولدکوئیست قد حظی بالتأیید الرسمی فی ایران ولیس هناک منع قانونی من عمل هذه الشرکة.

ویرى أحد المسؤولین فی مؤسسة تنظیم ونشر آثار الإمام الخمینی(قدس سره) أنّ ادّعاء هؤلاء فی الواقع یعکس جزءً من الحقیقة والذی یتطابق مع رغباتهم وأشاعوا هذا المعنى للمشترکین والطالبین لشراء سکّة جولدکوئیست. أمّا أصل هذه القضیّة فإنّ المسؤول الفنی فی مؤسسة تنظیم ونشر آثار الإمام یقول فی هذا الصدد:

«إنّ الإذن بضرب السکّة الذهبیة مع صورة الإمام الراحل(قدس سره) قد صدر منا لمؤسّسة «بى اچ مایر» فی ألمانیا حیث إنّهاتتمتع بسابقة تاریخیة طویلة فی انتاج المسکوکات والمدالیات الذهبیة وتاریخها یمتد 130 عاماً فی هذا العمل، وفی الواقع أننا بعد طلب تلک المؤسسة لصیاغة سکة ذهبیة فیها صورة الإمام الراحل لغرض اقتنائها من قِبل هواة التحف الذهبیة فی العالم وبعد أن أیدت وزارة الخارجیة هذه المؤسسة فنحن أصدرنا الإذن على أساس الضوابط الثقافیة لدینا، وقلنا لهم یجب أن یتمّ طبع صورة الإمام(قدس سره) على أحد جانبی السکّة الذهبیة طبقاً لإرادتنا ونظرنا وهذا هو ما وقع أیضاً (ولا علاقة لهذه المؤسّسة بعمل جولدکوئیست وأمثالها).

ثم أضاف: «نظراً لأهمیة البعد الإلهی والمعنوی لشخصیة الإمام الراحل(قدس سره) فقد تمّ انتخاب صورة له وهو فی حال القنوت وکتب فی أعلى الصورة هذه العبارة (العالم محضر الله) وهی العبارة المعروفة من کلمات الإمام الراحل(قدس سره) وفی القسم الأسفل من السکّة کتبت عبارة (الإمام الخمینی مؤسس الجمهوریة الإسلامیة فی ایران) وفی الجانب الآخر من السکة کتبت خصوصیات (المصرف المرکزی الصومالی رپابلیک)، وهذا فی الواقع ممّا یدعم قیمة هذه السکّة».

إلى هنا لا نرى أی إشکال شرعی أو قانونی فی هذه المسألة ولکن هذا المعنى هو أحد جوانب المسألة، أمّا الجانب الآخر لها فتکمن حقیقة أخرى، حیث إنّ القائمین على جولدکوئیست استغلوا هذه السکّة أسوأ استغلال، حیث إنّهم ومن دون الإشارة للموارد المندرجة فی المجوّز القانونی الصادر من قِبل هذه المؤسسة الذی یؤکد على البعد الثقافی لهذه السکّة فقط، أخذوا یلوّحون للمشترکین بأنّ هذا المجوّز یعتبر دلیلاً قانونیاً على جواز عملهم ونشاطهم فی ایران، وقد ورد فی بعض الأخبار ما یشیر إلى ملاحقة المسؤولین القضائیین لهذا الموضوع واهتمامهم الجدّی بالتحقیق فی هذه المسألة»(1).

ویقول مدیر الروابط العامّة لمحکمة الثورة فی طهران بالنسبة لما أُشیع من کسب الإذن من قِبل مؤسسة حفظ ونشر آثار وتعالیم الإمام الخمینی من قِبل شرکة جولدکوئیست حول ضرب السکّة الذهبیة باسم الإمام فی بعض منتوجات هذه الشرکة:

«إنّ هذه المؤسسة لم تصدر لحدّ الآن أی مجوّز رسمی لهذا العمل بل إنّها اعترضت على ذلک أیضاً».

ویضیف هذا المسؤول: «إنّ شرکة جولدکوئیست طلبت لحدّ الآن ثلاث مرات الإذن من مکتب وحفظ ونشر الآثار، وقد ووجه هذا الطلب بالرفض فی کل هذه المرات الثلاث. ثم أضاف: إنّ الشرکة المذکورة تدعی فی سایتها الاینتریتی أنّها تتمتع بإذن ومجوّز لضرب سکّة الإمام الراحل(قدس سره) على بعض منتوجاتها وذلک من قِبل مؤسسة نشر الآثار، ولکنّ المسؤول فی هذه المؤسسة تقدّم بشکوى ضد هذه الشرکة إلى الجهات القضائیة بسبب استغلال واستخدام ختم هذه المؤسسة. وقد أعلن أیضاً أنّ الاتهام الصادر ضد شرکة جولدکوئیست هو إیجاد الخلل فی مفاصل النظام الاقتصادی فی البلاد»(2).

1 . صحیفة کیهان، بتاریخ 30/7/1383 .
2 . صحیفة ابرار، بتاریخ 6/8/1383 .