ربّما لا یکون الدافع لدى البعض فی ممارسة هذه الأعمال هو مشکلة العطالة، ولا أنّهم جاهلون بماهیة وحقیقة عمل هذه الشرکات مورد البحث، ولکنّهم فی نفس الوقت یقعون فی مصیدة هذه الشرکات، والسبب الأساس لتورط هؤلاء وتلوّثهم فی أعمال مخالفة للشرع هو الطمع بالحصول على ربح وفیر والعیش برفاهیة وراحة بدون تعب.
إنّ مثل هؤلاء الأشخاص لو کانوا یتمتعون بإیمان قوی ویتأملون فی الآثار السلبیة للثروات غیر المشروعة والعواقب الوضعیة لأکل المال الحرام وما یترتب علیه من سلب البرکة من الأسرة والبیت فإنّهم قلّما یتجهون نحو هذا المنزلق، لاسیّما إذا أصغینا لکلام سیّدالشهداء الإمام الحسین(علیه السلام) وهو یخاطب الجیش الأموی الذی جاء لمحاربته فی یوم عاشوراء حیث کشف لهم هذه الحقیقة، وهی أنّ علّة خروجهم لمحاربة ابن بنت رسول الله(صلى الله علیه وآله) هو أنّ بطونهم امتلأت من الحرام، فعندما یتدبر هؤلاء الأفراد بکل هذه الآثار والنتائج الوخیمة لهذا العمل فإنّهم بلا شک سینتبهون ویتحرکون من أجل انقاذ أنفسهم من شباک هذه الشرکات المخادعة.
على هذا أساس فإنّ ضعف الإیمان وحبّ الدنیا والحرص على المادیات تمثّل ممهدات وقاعدة للسقوط فی هذا المنحدر الأخلاقی والانحراف الاجتماعی الکبیر، وینبغی على القائمین والمسؤولین عن الأمور الثقافیة والدینیة السعی بجدیة لرفع هذا العامل المهم.
وهناک عوامل أخرى مؤثرة أیضاً فی تکریس هذا الانحراف والفساد الاقتصادی نصرف الکلام عنها رعایة للإختصار.
1 . یمکن الإشارة هنا إلى بعض هذه العوامل من قبیل وجود رؤوس أموال فائضة، محدودیة مجالات الاستثمار فی القسم الخاص، عدم وجود قانون صریح وشفاف فیما یتعلق بالتصدی السریع لمثل هذه الشرکات، عدم ایصال المعلومات للناس بشکل واضح بالوقت المناسب وأمثال ذلک.
