توصیة أخویة لعلماء الحجاز

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
على مفترق طریقین
تحلیل موجز عن البیان المذکورفهرسة الآیات

هنا نتقدم بتوصیة أخویة لجمیع علماء المذهب الوهابی الذین سلکوا فی خط الاعتدال والانصاف بضرورة استغلال الفرصة فی أجواء هذه الظروف التاریخیة لإعادة النظر فی اُصول المذهب الوهابی، وبذلک یساهمون فی ردم الهوة العظیمة التی حدثت بینهم وبین سائر المسلمین فی العالم وسد الثغرة التی یستغلها الأعداء للنفوذ إلى واقع المسلمین والفکر الإسلامی.

نحن نوصی هؤلاء الاخوة من موقع المحبّة والمودة بما یلی:

1 ـ أن یقوموا بشجب اتهام المسلمین بالشرک والکفر بسبب بعض المسائل الاجتهادیة، ویضعوا نصب أعینهم الدستور القرآنی الشریف: (وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَیْکُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً...)(1). ویوصوا جمیع أتباعهم بذلک.

2 ـ أن یستنکروا کل مظاهر العنف والارهاب الدینی کالاغتیالات والتفجیرات الوحشیة فی العراق والباکستان وأفغانستان والعربیة السعودیة.

هذا العنف هو الذی أدّى، مضافاً إلى عملیات التخریب الواسعة وسفک دماء المسلمین الأبریاء من النساء والرجال والأطفال من السنّة والشیعة، إلى تشویه سمعة الإسلام فی سائر نقاط العالم بحیث أضحت مظاهر العنف والارهاب أدوات جیدة بید الأعداء یستغلونها ضد الإسلام والمسلمین وبذلک یتمّ اجهاض جمیع الاتعاب والطاقات التی بذلها علماء الإسلام والمبلغون والکتّاب فی سبیل نشر الإسلام ورفع رایة القرآن، أجل فجمیع هذه المظاهر الارهابیة هی مصداق إهلاک الحرث والنسل الوارد فی القرآن الکریم.

3 ـ أن یفتحوا الحوار المنطقی والتبادل الثقافی والأخوی بین المذاهب الذی یقوم على أساس الاحترام المتقابل بعیداً عن کل أشکال الاهانة والاتهام بالشرک والجهل، ویجلسوا مع سائر علماء الإسلام على طاولة واحدة لبحث المسائل الاختلافیة، ویکونوا مصداق (الَّذِینَ یَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَیَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ...)(2).

4 ـ أن یفتحوا الأبواب الفکریة والجغرافیة أمام الکتب العلمیة والمنطقیة للمذاهب الإسلامیة الاُخرى، ولا یتوهموا وجود خطر من هذا الانفتاح الفکری، بل علیهم أن یتحرکوا على مستوى التبادل العلمی والثقافی مع الحوزات العلمیة فی سائر البلدان الإسلامیة.

5 ـ العمل على ازالة جدار سوء الظن وعدم الاعتماد المتقابل بینهم وبین سائر المسلمین فی العالم وأن یفتحوا المجال للطلاّب لتبادل المعارف بین الحوزات العلمیة، ویعلنوا عن استعدادهم للمشارکة فی المؤتمرات الدینیة التی تقام فی مناطق مختلفة من العالم الإسلامی لبحث قضایا إسلامیة مختلفة.

6 ـ تحذیر أتباعهم من مرض الدوغماتیة والجزمیة، بمعنى رؤیة اجتهاداتهم فی الاُصول والفروع أنّها تمثل الإسلام الحقیقی، وأمّا غیرها فهی کفر وبدعة وضلالة، والاصغاء للخطاب القرآنی فی قوله تعالى: (وَمَا أُوتِیتُمْ مِّنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِیلا)(3).

عندما نوفق للعمل بهذه الاُصول الستة ونتحرک على مستوى تحقیقها فی أرض الواقع والممارسة، نأمل حینئذ بتقویة دعائم الوحدة فی صفوف المسلمین، وبالتالی یتحقق للمسلمین جمیعاً الاعتصام بحبل الله تعالى، و(لِیُظْهِرَهُ عَلَى الدِّینِ کُلِّهِ...)(4).

وسنبقى بهذا الأمل، والله المستعان.

نهایة الکتاب

محرّم الحرام 1427 هـ ق

ناصر مکارم الشیرازی

 

 

 


1. سورة النساء، الآیة 94.
2. سورة الزمر، الآیة 18.
3. سورة الإسراء، الآیة 85.
4. سورة التوبة، الآیة 33.
تحلیل موجز عن البیان المذکورفهرسة الآیات
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma