ب) خطر الغلاة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
على مفترق طریقین
أ) الشریحة الجدیدة للوهابیینکتاب: داعیة ولیس نبیّاً

بدیهی أنّ أحد العوامل التی شدّدت من فاعلیة الفکر الوهابی بین بعض المسلمین، ظاهرة إفراط الغلاة وهم بعض الجهلة القشریین الذین عظّموا أولیاء الدین إلى مرتبة الغلو وذهبوا فی شأنهم إلى حدّ الألوهیة وجعلوا منهم شرکاء لله تعالى.

هنا یقول أمیر المؤمنین علی(علیه السلام): «هَلَکَ فِیَّ رَجُلانِ: مُحِبٌّ غـال وَمُبْغِض قَـال»(1).

ولا شک أنّ خطر هذه الطائفة لیس بأقل من خطر الوهابیین المتعصبین، ولولا هؤلاء لما وجد الوهابیون ذریعة لافراطهم فی أفکارهم وعقائدهم. ومن هنا ذهب الغلاة فی عقائدهم وکلماتهم مذهباً لا ینسجم مع روح التوحید الإسلامی ولم یرد شیئاً منه فی الکتاب والسنّة، من قبیل: خالق السماوات والأرضین، وأرحم الراحمین وأمثال ذلک من الصفات الخاصة بالله تعالى، فلا ینبغی اطلاق مثل هذه العناوین والصفات على أولیاء الله الذین ینکرون مثل هذه المعتقدات المغالیة ولا یرضون بها وبالتالی فهی لا تنسجم مع تعالیم الإسلام.

إنّ إصرار بعض الجهلة على هذه الأفکار المنحرفة أدى إلى أن یذهب البعض باتجاه التفریط حیث یساوقون طائفة الغلاة فی عنصر العصبیّة والقشریة، فقالوا إنّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) لیس من شأنه فعل أی شیء بعد وفاته حتى الشفاعة والدعاء للمؤمنین (نعوذ بالله) وذهبوا إلى أنّ زیارة مرقده الشریف بدعة وحرام.

وهکذا الحال فی الأشخاص الذین ابتعدوا عن اُصول التوحید والمبادىء السماویة بسبب اعتقادهم بالخرافات والأوهام من قبیل أنّ نعل الحصان یورث حسن الحظ، وجحوظ العین سبب لسوء الحظ والشؤم وأنّ الرقم 13 مشؤوم ویورث النحس، أو أنّ صوت الطائر الفلانی مبارک ومیمون وصوت الطائر الآخر شؤم وأمثال ذلک بحیث غفلوا عن خالق هذه الاُمور وربوبیته لعالم الوجود.

إنّ الخوارج والنواصب تسببوا فی وجود طائفة الغلاة، والغلاة بدورهم تسببوا فی تفعیل حرکة الخوارج وتقویتها.

ولهذا نرى أنّ وظیفة علماء الإسلام وخاصة فی هذا الزمان والمسؤولیة الملقاة على عاتقهم ثقیلة جدّاً، حیث ینبغی علیهم من جهة التصدی لأمر هدایة الغلاة وإرشادهم إلى الصواب، ومن جهة اُخرى یتحرکون على مستوى الاجابة عن شبهات الوهابیین المتعصبین وسفسطتهم. وما أصعب حفظ التعادل فی هذه الاُمور لدى العامة من الناس، بل حتى فی صفوف العلماء حیث شوهد البعض من السائرین فی خط العلماء حسب الظاهر أنّهم لم یتخلصوا من منزلقات الافراط والتفریط فی الفکر الدینی (أعاذَنَا اللهُ تَعالى عَنِ الإفراطِ وَالتَّفرِیطِ وَهَدانا إلىَ الصِّراطِ المُستَقِیمِ).

 

 

 


1. نهج البلاغة، الکلمات القصار، 117.

 

أ) الشریحة الجدیدة للوهابیینکتاب: داعیة ولیس نبیّاً
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma