کتاب: داعیة ولیس نبیّاً

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
على مفترق طریقین
ب) خطر الغلاةموجز من کتاب «داعیة ولیس نبیّاً»

وجاء دور کتاب «داعیة ولیس نبیّاً» حیث کتب تحت هذا العنوان «قراءة نقدیة لمذهب الشیخ محمّد عبدالوهاب فی التکفیر» وهو کتاب تمّ طبعه ونشره فی الآونة الأخیرة وامتد خبره إلى مناطق واسعة من الحجاز وغیرها.

قبل کل شیء ینبغی التعرف على خصوصیات هذا الکتاب ثم التعرف على محتواه:

1 ـ مؤلف الکتابهو الشیخ حسن بن فرحان المالکی من علماء أهل السنّة المعروفین فی العربیة السعودیة ومن أتباع المذهب المالکی ومن الوهابیین المعتدلین کما یعترف هو بذلک.

المؤلف المذکور یجد فی نفسه احتراماً لإمام الوهابیة الشیخ محمّد بن عبدالوهاب، ولکنّه ینتقد کلامه بشدّة بخصوص تکفیر المسلمین ویعتقد بعدم المنافاة بین هاتین المقولتین، ویقول بصراحة: إنّی أحترم هذه الشخصیة ولکننی فی نفس الوقت لیس فقط أحسبه

مخطئاً فحسب بل أجده کثیر الخطأ.

2 ـ إنّ المنهج النقدی الذی اتبعه فی الکتاب المذکور هو منهج یتمیز بالأدب والبیان المستدل، ولکنّه عندما یتعرض لنقد مقولات زعیم الوهابیة لا یجد فی نفسه أیّة شائبة من المداراة والتساهل بل لم یهتم للأخطار الکبیرة المحدقة به من قِبل الوهابیین المتعصبین «وکما یقول أنّهم غلاة الوهابیة».

3 ـ إنّ مؤلف هذا الکتاب یتمتع بإحاطة تامة بالمذاهب والمنابع الإسلامیة لا سیما قدرته على استخدام کلمات الطرف المقابل فی مواجهته، والملفت للنظر أنّه یخصص فصلاً من کتابه لبیان التناقضات فی کلمات محمد بن عبدالوهاب.

4 ـ ویعتقد هذا الکاتب أنّ الوهابیین المتعصبین الذین استباحوا دماء الناس وأموالهم وأعراضهم مبتلون بمرض التعصب والتقلید الأعمى، وهذا بذاته یمثل خطراً على الإسلام والمسلمین فی المنطقة، ویتمیز المؤلف بقدرته الفائقة على الکتابة والتألیف.

5 ـ وقد رکّز المؤلف معظم نقده على کتاب «کشف الشبهات» وکتاب «التوحید» لمحمد بن عبد الوهاب، حیث یُعتبر هذان الکتابان من أهم کتبه، وقد اعتمد فی مصادر هذا الکتاب على «الدرر السنیة».

ومن نافلة القول أنّ کتاب «الدرر السنیة» لمؤلفه «عبدالرحمن بن محمد بن القاسم الحنبلی» هو مجموعة من الکتب والرسائل لمحمد بن عبدالوهاب وجماعة من قادة الوهابیة منذ عصر الشیخ إلى زماننا هذا. وقد توفی عام 1392 هـ ق، وقد وضع ابن باز الفقیه الوهابی

المعروف الذی توفی فی السنوات الأخیرة، هذا الکتاب للتدریس مع کتب الدراسة الیومیة للطلاّب، ویتکون هذا الکتاب من عشرة مجلدات ویعتبر مصدراً جیداً للاطلاع على أفکار الوهابیین.

6 ـ ومن الطبیعی أنّ یواجه هذا العالم الشجاع وکاتب «داعیة ولیس نبیّاً» أشکال الضغوط والتهدیدات من قِبل الوهابیین المتعصبین حیث أصدروا علیه حکمهم بتکفیره (کما حکموا بتکفیر العالم الفقید ابن علوی المالکی) ولا یعلم ماذا سیکون مصیره غداً، ولکنّه قدّم بتألیفه لهذا الکتاب خدمة کبیرة للإسلام والمسلمین وأثبت أنّ فتاوى التکفیر وسفک الدماء لیست من الإسلام فی شیء بل هی ولیدة الأفکار الزائفة والقراءات الباطلة لجماعة من الجاهلین بالعلوم والمعارف الإسلامیة.

7 ـ یقول مؤلّف هذا الکتاب فی المقدّمة: «حقیقة لم أکن متحمساً لنشر هذه القراءة بعد أحداث سبتمبر مع أنّ القراءة کانت قبل تلک الأحداث بمدّة، لکننی رأیت الغلاة من أتباع الشیخ یتمادون بالتبرئة، ویعقدون المؤتمرات والندوات لتبرئة الشیخ رحمه الله من أخطاء حقیقیة کان من الانصاف أن یعترفوا بخطئه فیها»(1).

8 ـ وقد شرع فی کتابته لهذا الکتاب بأسلوب ظریف وقال: إنّ الشیخ محمد بن عبدالوهاب داعیة واصلاحی ولیس نبیّاً، وجعل المؤلف هذا المعنى عنواناً لکتابه المذکور.

ثم أضاف: إنّما الخلاف مع فئتین من الناس: مع من یکفّره ویفسقه أو یشکک فی أهدافه، ومع من یقوم بمراجعة انتاجه وتقییم منهجه وینزله منزلة الأنبیاء المعصومین.

ثم یقول: إنّ کلا الفریقین مخطئان.

ثم بعد هذه المقدّمة یتحرک ابن فرحان المالکی لنقد أفکار وعقائد شیخ الوهابیة.

9 ـ ویقول المؤلف فی قسم آخر من کتابه هذا تحت عنوان: «الشیخ لم یکن وحده فی العلم والدعوة»: «یظن بعض أتباع الشیخ أنّ الشیخ کان وحید دهره فی العلم، وأنّ البلاد الإسلامیة ممّا لم یدخل فی دعوته کانت بلاد شرک وکفر وأنّ علماء تلک البلاد جهلة لا یعرفون من الدین شیئاً»(2).

ثم یضیف: وللأسف أنّ هذا الأصل فی تکفیر المسلمین واعتبار دیارهم دیار کفر وأنّ علماءهم کفّار فقد وجدته فی کلام الشیخ نفسه، کما سیأتی... .

ثم یقول: یجب أن یعرف طالب العلم أنّ الشیخ ومن تابعه لم یصیبوا فی هذا.

ویستمر المؤلف بالقول: فقد شوهد فی زمان الشیخ محمد ومن بعده من أتباعه من یَغلو فی الشیخ غُلوّاً کبیراً ویتعصب لکل ما کتبه فی رسائله وفتاواه، ممّا أدّى إلى ظهور أعمال العنف فی مناطق مختلفة من العالم فی الآونة الأخیرة وقد استندت جماعة من هؤلاء لتصحیح مسلکهم بأدلة الشیخ نفسها.

10 ـ إنّ إحجام کل طلبة العلم فی المملکة تقریباً عن بیان تلک الأخطاء رغم الحاجة الماسّة للمراجعة، یجعل المراجعة على القادر «فرض عین» وهو ما دفعنی لکتابة هذا الکتاب.

ومن حق کل طالب علم وکل مواطن فی المملکة أن یطرح ما یراه مخرجاً من دوامة العنف والتکفیر ذاکراً الأسباب الحقیقیة، مجتنباً سبُل الدعایة التی لا تضرّ إلاّ الوطن وأهله على المدى الطویل وإن ظهرت لنا مصلحة قریبة.

فمن حقّنا أن نحمی دیننا ووطننا من التلوث بالتکفیر الظالم أو الدماء «المعصومة».

وفی هذه الأیّام التی أکتب فیها هذه الخطوط لا یمرّ یوم إلاّ ونسمع أخباراً تتحدث عن مزید من العنف والقتل وسفک الدماء فی العراق حیث یذهب ضحیتها عشرات وأحیاناً مئات الأبریاء کل یوم بواسطة السیارات المفخخة ومعظمها تتخذ طابعاً انتحاریاً وتشیر إلى أنّ الأشخاص الذین یقفون وراء هذه العملیات یعتقدون بکونهم مسلمین ویتهمون الجمیع غیرهم بالکفر وإباحة دمائهم وأموالهم..

هذه بدورها نتیجة وثمرة لتعلیمات مذهب الشیخ التی تسربت من الحجاز إلى الاردن ومن الاردن إلى العراق.

والملفت للنظر أنّ مؤلف کتاب «داعیة ولیس نبیاً» یذکر فی هامش کتابه فی هذا الفصل، نقطة مهمّة، وهی أنّ الغربیین وخاصة

الامریکیین هم الذین مهدوا الأرضیة لظاهرة العنف بسیاستهم المخربة العسکریة والاقتصادیة وبذلهم المعونة لاسرائیل الغاصبة.

ویتحدّث فی قسم آخر من کتابه متسائلاً عن سبب ظاهرة التکفیر التی أدّت إلى مزید من الفوضى حتى فی داخل الممکلة العربیة السعودیة وعن مصدر هذه الظاهرة.

ویصل بالنتیجة إلى أنّ تعلیمات الشیخ تمثل العامل الأساس فی ظاهرة العنف هذه، ویقول: فهذه الفوضى التکفیریة هی نتیجة طبیعیة وحتمیة من نتائج منهج الشیخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله الذی توسع فی التکفیر حتى وجدت کل طائفة فی کلامه ما یؤید وجهة نظرها. بل حرکة الاخوان وحرکة الحرم وأصحاب التفجیر فی العلیا والمحیا والحمراء والوشم... الخ، الذین یسمهم الناس بالتکفیر لیسوا غرباء عن الثقافة المحلیة، بل لو قلنا إنّهم نتیجة لمنهج التکفیر لما بعدنا. ومن شاء فلیراجع مصادر هؤلاء وسیعرف هذا تماماً»(3).

 

 


1. داعیة ولیس نبیّاً، ص 28.
2. داعیة ولیس نبیّاً، ص 13.

 

3. داعیة ولیس نبیّاً، ص 62 إلى 63.

 

 

ب) خطر الغلاةموجز من کتاب «داعیة ولیس نبیّاً»
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma