1 ـ القسوة والخشونة المفرطة
إنّ استخدام العنف والقسوة المفرطة عند الوهابیین المتشددین لا یخفى على أحد، فظاهرة القتل الفجیع التی یرتکبها الوهابیون بحق المسلمین «لا الکفار الحربیین» طیلة تاریخ هذا المذهب، موحشة ورهیبة جدّاً.
إنّ الجمیع یتذکر سیل الدم الذی سفک من الشیعة فی مدینة کربلاء ونهب أموالهم وتدمیر هذه المدینة المقدّسة.
والأعجب من ذلک، المجزرة الرهیبة التی ارتکبها هؤلاء فی مدینة الطائف بحق المسلمین من أهل السنة.
وتشیر هذه الأرقام إلى أنّ العنف والقسوة یدخلان فی صمیم تعالیم الوهابیة، وسبب ذلک استنباطهم الخاطىء من مفردة الکفر والإیمان، والتوحید والشرک، حیث یتهمون أی مسلم بالشرک بسهولة ویهرعون بعد ذلک لاستباحة دماء وأموال المسلمین کما سیأتی بیانه إن شاء الله.
إنّ إمام هذه الطائفة ـ وطبقاً للوثائق القطعیة التی سنشیر إلیها لاحقاً ـ یعتقد بأنّ المسلمین فی عصره أشدّ کفراً من المشرکین فی زمان الجاهلیة، وبهذا النمط من التفسیر یتضح جلیّاً المصیبة التی ستنزل بالمسلمین، حیث یکفینا إلقاء نظرة على مجریات الأحداث فی عصرنا الحاضر دون الحاجة إلى مراجعة التاریخ، إنّ من جملة الثمار المرّة لشجرة العنف هذه تمثلت فی هذا الزمان بحرکة «الطالبان» و«جیش الصحابة» وبعض التشکیلات الاُخرى، کالقاعدة، ورأینا الصورة القبیحة التی رسمها هؤلاء عن الإسلام فی أذهان البشریة، وکیف أنّهم وجهوا بذلک ضربة شدیدة للإسلام الذی تحرک لیمتد إلى مختلف أرجاء المعمورة.
واللازم فی البدایة ان نعترف قلیلاً على حرکة الطالبان.
1. عنوان المجد فى تاریخ نجد، ج 1، ص 121 و تاریخ المملکة السعودیة، ج 3، ص 73.
