إن غرضنا من بیان هذه الخلاصة الموجزة لهذا الکتاب القیم لا تعنی أنّ المؤلف المحترم لهذا الکتاب، ابن علوی المالکی المکی لم یجانب الصواب فی کتابه هذا، فهو وإن کان عالماً کبیراً، إلاّ أنّه بشر غیر معصوم من السهووالنسیان، وغرضنا هو أنّ أساس کلامه الذی یقوم على الدلیل والمنطق ویقترن بالشجاعة الکافیة ویتمتع برؤیة واقعیة للاُمور ویحظى بتأیید شریحة کبیرة جدّاً من علماء الإسلام فی مختلف البلدان الإسلامیة وحتى العربیة السعودیة.
وهذا یشیر إلى أنّ المتعصبین الوهابیین وصلوا إلى آخر الخط بحیث إنّ العالم الإسلامی استقبل مثل هذا الکتاب الزاخر بنقد أفکار هذه الجماعة المتعصبة، کل هذا الاستقبال.
بیدَ أنّ ابن علوی فی مقابل هذه الخدمة الکبیرة للعالم الإسلامی واجه أشکال الاتهام بالتکفیر حتى من قبل الوهابیین المعتدلین حیث ألفوا کتباً ضده واستخدموا فیها کلمات لا مسؤولة وأصدروا علیه حکمهم بالکفر من قبیل کتاب: «حوار مع المالکی» و«الردّ على المالکی فی ضلالاته ومنکراته».
ولکن فی المقابل نرى أنّ العالم الإسلامی لم یرحب بهذه الکتب المضادة بل فی نظر مجموعة من علماء جامعة الأزهر فی مصر أنّ هذه الکتب تخدم الصهاینة وتوجه ضربة إلى وحدة العالم الإسلامی، وبقی ابن علوی یتمتع باحترام خاص بین الناس فی العربیة السعودیة حتى أنّه اشترک فی تشییع جنازته عشرات الآلاف من المسلمین وأرسل المسؤولون فی المملکة العربیة السعودیة رسائل التسلیة والتعزیة لاُسرته مرات عدیدة.
کل هذه تمثّل جواباً قاطعاً عن ممارسات الوهابیین المتعصبین فی استخدامهم لحربة التکفیر والتفسیق القدیمة.
والملفت للنظر أنّ قاضی مکة أعلن الشکوى ضده ودعاه إلى المحکمة وحتى أنّهم استدعوه إلى محکمة الریاض ووقف یدافع عن کتابه لعدّة ساعات حیث قال أخیراً: «هذا هو اجتهادی وأنتم لستم سوى مجتهدین أیضاً وأنا مجتهد کذلک ولا یحق أن یفرض مجتهد رأیه على مجتهد آخر...».
وهکذا تمّت تبرئته أخیراً.