وجود قبر النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
على مفترق طریقین
اتلاف أثمن الآثار التاریخیة للإسلام5 ـ الجمود والتصدی لکل ظاهرة جدیدة

إنّ الزائر لمکة والمدینة یعلم جیداً أنّه على رغم تخریب مقبرة البقیع وقبور شهداء اُحد وغیرها فإنّ الضریح المقدّس والقبة الملکوتیة على قبر النبی(صلى الله علیه وآله) ما زالا قائمین، حیث یزوره المسلمون من جمیع أقطار العالم، وهذه الحالة تثیر فی أذهان جمیع الزائرین سؤالاً مهماً: لماذا لم تتحرک هذه الفئة لهدم قبر النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)؟

الواقع أنّ هؤلاء رأوا أنفسهم أحقر من أن یرتکبوا مثل هذه الجریمة ویثیروا جمیع العالم الإسلامی ضدهم، أجل، الوهابیون المتعصبون لم یتمکنوا من تخریب مرقد النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) وقبته الخضراء ولم یستطیعوا التحرش بضریحه المقدّس.

عندما یُسألون: کیف عملتم على تخریب جمیع المراقد المشرفة والاضرحة على قبور أئمّة البقیع(علیهم السلام) وشهداء اُحد ولکن ضریح النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) وقبته الخضراء ما زالت باقیة؟ وماذا یعنی هذا التناقض الفاضح فی مقام العمل والممارسة؟

إذا کانت هذه المشاهد من معالم الشرک والوثنیة، فلماذا أبقیتم هذا «المشهد الکبیر» إلى جانب المسجد النبوی العظیم، وإن لم یکن کذلک

فلماذا عملتم على تخریب سائر المراقد المشرفة؟

لا یستطیع هؤلاء الاجابة عن هذا السؤال قطعاً.

وفی أحد أسفاری السابقة إلى الحج التقیت مرّة بإمام المدینة وکان رجلاً فاضلاً ومنصفاً وسألته هذا السؤال. فسعى بذکره لقصة تاریخیة أن یصرفنی عن هذا السؤال المحرج فتحدث لی عن قصة تتعلق بزمن «ناصر الدولة» حیث جاء یهودیان وحاولا التحرش بالقبر الشریف من خلال ایجاد نفق من البیوت المجاورة یتصل بالقبر الشریف، فرأى «ناصر الدولة» فی منامه أنّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)یقول له: خلصنی من هذین الرجلین! فلما تکررت هذه الرؤیا لعدّة لیال غرق فی الحیرة وأدرک أنّ حادثة ستقع فی المدینة، فجاء إلى المدینة وجمع أهالی هذه المدینة وتطلع فی وجوههم حتى شاهد الرجلین اللذین شاهدهما فی منامه وأمر باعتقالهما وأنزل فیهما عقاباً شدیداً وبذلک تمّ القضاء على المؤامرة.

ثم إنّ ناصر الدولة أمر بحفر أطراف القبر الشریف وملأه بالحدید المنصهر وصنع منه جداراً فولادیاً حتى لا یتجرأ أحد فی المستقبل أن یرتکب مثل هذا العمل.

ومن الواضح أنّ هذا الکلام لا یعدّ جواباً مقنعاً على السؤال المذکور، لأنّ هذا المعنى ربّما یبرر البناء فی الطبقات السفلى من القبر ولکن یبقى السؤال عن القبة والضریح الشریف بدون جواب، ولکنّ مقتضى الأدب فی رعایة مشاعر الطرف الآخر الذی ربّما یقع فی موقف حرج ویشعر بالخجل لفقدانه الجواب المناسب، منعنی من ادامة البحث والنقاش.

وأخیراً سمعنا أنّ أحد الوهابیین المتعصبین قال: سنقوم بتخریب القبة والضریح للنبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) فی المستقبل، وبالطبع فإنّ هذا الکلام وإن کان متناسباً مع المبادىء الفکریة لهؤلاء المتعصبین، ولکنّهم لا یمتلکون قطعاً مثل هذه الجرأة أمام أنظار المسلمین فی العالم وخاصة مع ظهور تیار جدید معتدل فی المذهب الوهابی، وبالتالی فسوف لن تقع هذه الحادثة اطلاقاً ولا یتجرأ أحد على ارتکاب هذا العمل.

والعجیب أنّ هذا الکلام نسب أیضاً إلى زعیم الفرقة الوهابیة «محمد بن عبدالوهاب» ولکنّه کذّب هذه النسبة فی بعض أحادیثه، رغم أنّ «الحسن بن فرحان المالکی» ذکر فی کتابه «داعیة ولیس نبیاً»، کما ستطلع علیه فی خاتمة هذا الکتاب أیضاً، أنّ کلمات الشیخ محمد تشیر إلى هذا المعنى وأنّه إذا ملک القدرة فإنّه سیقوم بتخریب القبة والضریح المقدّس للنبی الأکرم(صلى الله علیه وآله).

اتلاف أثمن الآثار التاریخیة للإسلام5 ـ الجمود والتصدی لکل ظاهرة جدیدة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma