التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة المائدة / الآیة 70 ـ 71 سورة المائدة / الآیة 72 ـ 74

فی آیات سابقة من سورة البقرة، (1) وفی أوائل هذه السورة (2) أیضاً إشارة إلى عهد ومیثاق أخذه الله تعالى على بنی إسرائیل وفی هذه الآیة تذکیر بهذا المیثاق: (لقد أخذنا میثاق بنی إسرائیل وأرسلنا إلیهم رسلا ).

یبدو أنّ هذا المیثاق هو الذی جاءت الإشارة إلیه فی الآیة 93 من سورة البقرة، أی العمل بما أنزل الله!

ثمّ یضاف إلى ذلک القول بأنّهم، فضلا عن کونهم لم یعملوا بذاک المیثاق، (کلّما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فریقاً کذبوا وفریقاً یقتلون ).

هذه هی طرائق المنحرفین الأنانیین وسبلهم، فهم بدلا من إتّباع قادتهم، یصرّون على أن یکون القادة هم التابعین لأهوائهم، وإلاّ فلیس لهؤلاء الهداة والأنبیاء حتى حقّ الحیاة.

فی هذه الآیة جاء الفعل «کذبوا» بصیغة الماضی بینما جاء الفعل «یقتلون» بصیغة المضارع، ولعلّ السبب ـ بالإضافة إلى المحافظة على التناسب اللفظی فی أواخر الآیات السابقة والتّالیة وکلها بصیغة المضارع ـ هو کون الفعل المضارع یدل على الإستمرار، والقصد من ذلک الإشارة إلى استمرار هذه الروح فیهم، وأنّ تکذیب الأنبیاء وقتلهم لم یکن حدثاً عارضاً فی حیاتهم، بل کان طریقاً وإتجاهاً لهم (3).

فی الآیة التّالیة إشارة إلى غرورهم أمام کل ما اقترفوه من طغیان وجرائم: (وحسبوا ألاّ تکون فتنة ) أی ظنّوا مع ذلک أنّ البلاء والجزاء لن ینزل بهم، واعتقدوا ـ کما صرّحت الآیات الاُخرى ـ أنّهم من جنس أرقى، وأنّهم أبناء الله!!

وأخیراً إستحال هذا الغرور الخطیر والتکبّر إلى ما یشبه حجاباً غطّى أعینهم وآذانهم: (فعموا وصمّوا ) عن رؤیة آیات الله وعن سماع کلمات الحقّ.

ولکنّهم عندما أصابتهم مظاهر من عقاب الله وشاهدوا نتائج أعمالهم المشؤومة، ندموا وتابوا بعد أن أدرکوا أنّ وعد الله حق، وأنّهم لیسوا عنصراً متمیّزاً فائقاً.

وتقبل الله توبتهم: (ثمّ تاب الله علیهم ).

إلاّ أنّ حالة الندم والتوبة لم تلبث طویلا، فسرعان ما عاد الطغیان والتجبّر وسحق الحقّ والعدالة، وعادت أغشیة الغفلة الناتجة عن الإنغماس فی الإثم تحجب أعینهم وآذانهم مرّة اُخرى (ثمّ عموا وصمّوا کثیر منهم ) فلم یعودوا یرون آیات أو یسمعوا کلمة الحقّ، وعمّت الحالة الکثیر منهم.

ولعلّ تقدیم «عموا» على «وصمّوا» یعنی أن علیهم أوّلا أن یبصروا آیات الله ومعجزات رسوله (صلى الله علیه وآله)، ثمّ یستمعوا إلى تعالیمه ویستوعبوها.

وورود عبارة (کثیر منهم ) بعد تکرار (عموا وصمّوا ) جاء لتوضیح أنّ حالة الغفلة والجهل والعمى والصمم تجاه الحقائق لم تکن عامّة، بل کان بینهم بعض الأقلیة من الصالحین، وفی هذا دلیل على أنّ تندید القرآن بالیهود لا ینطوی على أی جانب عنصری أو طائفی، بل هو موجّه إلى أعمالهم فحسب.

هل أنّ تکرار عبارة (عموا وصمّوا ) ذو طابع عام تأکیدی، أم للإشارة إلى حادثتین مختلفتین؟

یرى بعض المفسّرین أنّ التکرار یشیر إلى واقعتین مختلفتین حدثتا لبنی إسرائیل، الاُولى: الغزو البابلی لهم، والثّانیة: غزو الإیرانیین والروم، والقرآن أشار إلیها بشکل عابر فی بدایة سورة بنی إسرائیل.

ولا یستبعد ـ أیضاً ـ أنّ بنی إسرائیل قد تعرّضوا مرّات عدیدة لهذه الحالات فحینما یشاهدون نتائج أعمالهم الشریرة، کانوا یتوبون، ثمّ ینقضون توبتهم، وقد حدث هذا عدّة مرّات لا مرّتین فقط.

فی نهایة الآیة جملة قصیرة عمیقة المعنى تقول: إنّ الله لا یغفل أبداً عن أعمالهم، إذ أنّه یرى کل ما یعملون: (والله بصیر بما یعملون ).


1. البقرة، 83 و84 و93.
2. المائدة، 12.
3. فی الواقع وکما جاء فی تفسیر مجمع البیان وفی غیره إنّ عبارة، ( فریقاً کذبوا وفریقاً یقتلون ) فی الأصل (کذبوا وقتلوا) و(یکذبون ویقتلون).

 

سورة المائدة / الآیة 70 ـ 71 سورة المائدة / الآیة 72 ـ 74
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma