مصیر المنافقین المعاندین

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة النساء / الآیة 137 ـ 139 سورة النساء / الآیة 140

تماشیاً مع البحث الذی ورد فی الآیة السابقة والذی تناول وضع الکفار وضلالهم البعید، تشیر هذه الآیات الأخیرة إلى وضع مجموعة من الکفار الذین یتلوّنون فی کل یوم تلون الحرباء، فهم فی یوم إلى جانب المؤمنین، وفی یوم آخر إلى جانب الکفّار، ثمّ إلى جانب المؤمنین، وفی النهایة إلى جانب الکفّار المعاندین، حتى یموتوا على هذه الحالة!

فالآیة الاُولى من الآیات الثلاثة الأخیرة تتحدث عن مصیر أفراد کهؤلاء، فتؤکّد بأنّ الله لن یغفر لهم أبداً، ولن یرشدهم إلى طریق الصواب: (إنّ الذین آمنوا ثمّ کفروا ثمّ آمنوا ثمّ کفروا ثمّ ازدادوا کفراً لم یکن الله لیغفر لهم ولا لیهدیهم سبیلا ).

إنّ هذا السلوک الحربائی فی التلون المتوالی، إمّا أن یکون نابعاً من الجهل وعدم إدراک الأسس الإسلامیة، وإمّا أن یکون خطّة نفّذها المنافقون والکفار المتطرفون من أهل الکتاب لزعزعة إیمان المسلمین الحقیقیین، وقد سبق شرح هذا الموضوع فی الآیة 72 من سورة آل عمران.

ولا تدل الآیة ـ موضوع البحث ـ على عدم قبول توبة أمثال هؤلاء، ولکنها تتناول أفراداً یموتون وهم فی کفر شدید، فإنّ هؤلاء ـ نتیجة لأعمالهم ـ لا یستحقون العفو والهدایة إلاّ إذا غیروا اسلوبهم ذلک.

ثمّ تؤکّد الآیة التالیة نوع العذاب الذی یستحقه هؤلاء فتقول: (بشّر المنافقین بأنّ لهم عذاباً ألیماً ).

واستخدام عبارة (بشر) فی الآیة إنّما جاء من باب التهکّم والإستهزاء بالأفکار الخاویة الواهیة التی یحملها هؤلاء المنافقون، أو أنّ العبارة مشتقة من المصدر «بشر» بمعنى الوجه، وفی هذه الحالة تحتمل معانی واسعة فتشمل کل خبر یؤثر فی سحنة الإنسان، سواء کان الخبر مفرحاً أو محزناً.

وقد أشارت الآیة الأخیرة إلى المنافقین بأنّهم یتخذون الکفّار أصدقاءاً وأحباءاً لهم بدلا من المؤمنین، بقولها: (الذین یتخذون الکافرین أولیاء من دون المؤمنین ).

ثمّ یأتی التساؤل فی الآیة عن هدف هؤلاء المنافقین من صحبة الکافرین، وهل أنّهم یریدون حقّاً أن یکتسبوا الشرف والفخر عبر هذه الصحبة؟ تقول الآیة: (أیبتغون عندهم العزة ) بینما العزة والشرف کلها لله (فإنّ العزّة لله جمیعاً ) لأنّها تنبع من العلم والقدرة، وأن الکفّار لا یمتلکون من القوّة والعلم شیئاً، ولذلک فإنّ علمهم لا شیء أیضاً، ولا یستطیعون إنجاز شیء لکی یصبحوا مصدراً للعزّة والشرف.

إنّ هذه الآیة ـ فی الحقیقة ـ تحذیر للمسلمین بأن لا یلتمسوا الفخر والعزّة فی شؤونهم الاقتصادیة والسیاسیة والاجتماعیة والثقافیة عن طریق إنشاء علاقات الود والصداقة مع أعداء الإسلام، بل إنّ علیهم أن یعتمدوا فی ذلک على الذات الإلهیّة الطاهرة التی هی مصدر للعزة والشرف کله، وأعداء الإسلام لا عزّة لدیهم لکی یهبوها لأحد، وحتى لو امتلکوها لما أمکن الرکون إلیهم والإعتماد علیهم، لأنّهم متى ما اقتضت مصالحهم الشخصیة تخلّوا عن أقرب حلفائهم ورکضوا وراء مصالحهم، وکأنّهم لم یکونوا لیعرفوا هؤلاء الحلفاء مسبقاً، والتاریخ المعاصر خیر دلیل على هذا السلوک النفعی الإنتهازی.

 

سورة النساء / الآیة 137 ـ 139 سورة النساء / الآیة 140
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma