بحوث

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
العداء الأبدیسورة المائدة / الآیة 15 ـ 16

وتجدر الإشارة هنا إلى عدّة اُمور، هی:

إنّ عبارة «اغرینا» مشتقة من المصدر «إغراء» وتعنی الصاق شیء بشیء آخر، کما تعنی الترغیب أو حمل الشخص على القیام بعمل معین، بحیث یدفع الشخص إلى الإرتباط بأهداف معینة.

وعلى هذا الأساس یکون مفهوم الآیة ـ موضوع البحث ـ هو أن نقض النصارى لعهدهم وإرتکابهم المعاصی أدیا إلى أن تنتشر العداوة فیما بینهم ویعمهم النفاق والخلاف، (والمعلوم أن آثار الأسباب التکوینیة والطبیعیة تنسب إلى الله) وما نراه الیوم من صراعات کثیرة بین الدول المسیحیة، کانت فی یوم ما سبباً لإندلاع الحربین العالمیتین، وهی کذلک سبب للتکتلات المقترنة بالعدالة والبغضاء المستمرة فیما بینهم، أضف إلى ذلک الخلافات المذهبیة الکثیرة التی تسود بین الطوائف المسیحیة التی مازالت سبباً لاستمرار الصراع والإقتتال فیما بینهم.

وقد ذهب بعض المفسّرین إلى أنّ المراد من استمرار العداوة، هو العداوة والبغضاء الموجودة بین الیهود والنصارى واستمرارها حتى فناء العالم، ولکن الملاحظ من ظاهر الآیة هو استمرار العداوة بین المسیحیین أنفسهم (1).

وغنی عن البیان أنّ مثل هذه العاقبة لا تقتصر على المسیحیین وحدهم، فلو أن المسلمین ساروا فی نفس هذا الطریق فإنّ مصیرهم سیکون مشابهاً لمصیر المسیحیین أیضاً.

إنّ کلمة «العداوة» مشتقة من المصدر «عدو» وهی بمعنى التجاوز والإنتهاک، أمّا کلمة «البغضاء» المشتقة من المصدر «بغض» فهی تعنی النفور والاستیاء الشدید من شیء معین، ویحتمل أن یکون الفرق بین الکلمتین المذکورتین هو أنّ لکلمة «بغض» طابع وجدانی أکثر ممّا هو عملی، کما فی کلمة «العداوة» التی لها طابع عملی، وقد یکون لکلمة «بعض» أو «بغضاء» مفهوم أشمل یستوعب العملی منه والقلبی الوجدانی.

یستدل من الآیة هذه على أنّ النصارى کطائفة دینیة (أو الیهود والنصارى معاً) سیکون لهم وجود فی هذه الدنیا حتى یوم القیامة، وقد یقول معترض فی هذا المجال: إنّ الأخبار الإسلامیة تفید بأن دیناً واحداً سیعمّ العالم کله بعد ظهور المهدی(عج) (2) ولن تکون هناک أدیان اُخرى غیرهذا الدین الذی هو الإسلام الحنیف، فکیف إذن یمکن الجمع والتوفیق ورفع هذا التناقض الظاهر؟

والجواب هو أنّه یحتمل أن یبقى من المسیحیة والیهودیة حتى بعد ظهور المهدی(عج) شیء ضئیل على شکل أقلیة ضعیفة جداً، لأن ما نعلمه هو بقاء حرّیة الإرادة للبشر حتى فی عصر المهدی(عج) وإنّ الدین الإسلامی فی ذلک العصر لا یأخذ طابعاً إجباریاً، مع أنّ الأغلبیة العظمى من البشر ستتبع طریق الحق وتمیل إلیه، والأهم من هذا کله فإنّ الحکم فی الأرض سیکون للإسلام وحده.


1. وعلى هذا الأساس فإن الضمیر فی کلمة «بینهم»تعود إلى کلمة «النصارى» المذکورة فی بدایة الآیة.
2. بحارالانوار، ج 53، ص 4.

 

العداء الأبدیسورة المائدة / الآیة 15 ـ 16
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma