إیضاح ضروری: عن عبد الأعلى مولى آل سام قال قال أبو عبدالله (علیه السلام) مبتدءاً: «من ظلم سلّط الله علیه من یظلمه، أو على عقبه، أو على عقب عقبه، قال (أی الراوی) فذکرت فی نفسی فقلت: یظلم (و) هو یتسلط على عقبه وعقب عقبه؟ فقال لی قبل أن أتکلم: إن الله یقول: (ولیخش الذین لو ترکوا من خلفهم ذریة ضعافاً خافوا علیهم ) ». (1)

السؤال: إنّ السؤال الذی خالج ذهن الراوی یخالج نفسه أذهان کثیرین، فیتساءلون: کیف یحمل الباری تعالى جزاء شخص على شخص آخر، بل وماذا فعل أبناء العاصی حتى یبتلوا بمن یظلمهم، ویتحملوا وزر ما جناه والدهم؟

والجواب: إنّ جواب هذا السؤال یتضح من الإیضاح الذی ذکر فی الحدیث السابق وهو أنّ ما یرتکبه الأشخاص فی المجتمع من أعمال تتخذ شکل السنّة شیئاً فشیئاً، وینتقل إلى الأجیال اللاحقة، وعلى هذا الأساس فإنّ الذین یظلمون الیتامى فی المجتمع، ویرسون قواعد هذا السلوک الظالم سیصاب أبناؤهم بلهیب هذه البدعة یوماً ما أیضاً، ویعدّ هذا فی الحقیقة أحد الآثار الوضعیة التکوینیة لمثل هذا العمل، وأمّا نسبته إلى الله فهی لأجل أنّ جمیع الآثار التکوینیة وکل خواص العلّة والمعلول منسوبة إلى الله ومستندة إلیه تعالى، ولا یظلم ربّک أحداً أبداً.

خلاصة القول: إذا ساد الظلم فی المجتمع فإنّه سوف یسری ویصیب الظالم وأولاده أیضاً.

1. تفسیر البرهان، ج 1، ص 346; مستدرک الوسائل، ج 12، ص 98.