التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سبب النّزولسورة النساء / الآیة 22

نزلت الآیتان الحاضرتان لتحمیا قسماً آخر من حقوق المرأة، فقد جاءت الآیة الاُولى تقول: (وإن أردتم استبدال زوج مکان زوج وآتیتم إحداهنّ قنطاراً فلا تأخذوا منه شیئاً ) فهی تخبر المسلمین ـ إذا عزموا على تطلیق الزوجة واختیار زوجة اُخرى ـ أنّه لا یحق لهم أبداً أن یبخسوا من صداق الزوجة الاُولى شیئاً أو یستردوا شیئاً من الصداق إذا کانوا قد سلّموه إلى الزوجة مهما کان مقداره کثیراً وثقیلا، والذی عبّر عنه فی الآیة بالقنطار، والقنطار ـ کما

 

سبق یعنی المال الکثیر وقد جاء فی المفردات للراغب: أنّ القنطار جمع القنطرة، والقنطرة من المال ما فیه عبور الحیاة تشبیهاً بالقنطرة(1).

لأنّ المفروض أن تطلیق الزوجة الاُولى ـ هنا ـ یتمّ لأجل مصلحة الزوج، ولیس لأجل انحراف الزوجة عن جادة العفاف والطهر، ولهذا لا معنى لأن تهمل حقوقها القطعیة.

ثمّ إنّ الآیة تشیر فی مقطعها الأخیر إلى الاُسلوب السائد فی العهد الجاهلی حیث کان الرجل یتّهم زوجته بالخیانة الزوجیة لحبس الصداق عنها، إذ تقول فی استفهام إنکاری: (أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبیناً ) أی هل تأخذون صداق الزوجة عن طریق بهتهنّ، واتهامهنّ بالفاحشة، وهو إثم واضح ومعصیة بیّنة، وهذا یعنی أنّ أصل حبس الصداق عن الزوجة ظلم ومعصیة، والتوسل لذلک بمثل هذه الوسیلة الأثیمة معصیة اُخرى واضحة، وظلم آخر بیّن.

ثمّ أضاف سبحانه ـ فی الآیة الثانیة من الآیتین الحاضرتین ـ وضمن استفهام إنکاری بهدف تحریک العواطف الإنسانیة لدى الرجال بأنّه کیف یحق لکم ذلک، وقد عشتم مع الزوجة الاُولى زمناً طویلا، وکانت لکم معهنّ حیاة مشترکة، واختلیتم بهن واستمتع کل واحد منکما بالآخر کما لو کنتما روحاً واحدة فی جسمین، أفبعد ما کانت بینکما هذه العلاقة الزوجیة الحمیمة یحقّ لکم ـ أیّها الأزواج ـ أن تبخسوا حق الزوجة الاُولى؟ وقد لخصّ سبحانه کل هذه بقوله: (وکیف تأخذونه وقد أفضى(2) بعضکم إلى بعض ) أفیصح أن تفعلوا ذلک وکأنّکما غریبان لا رباط بینکما ولا علاقة؟

وهذا یشبه قولنا لمن عاشا صدیقین حمیمین زمناً طویلا ثمّ تنازعا: کیف تتنازعان وقد کنتما صدیقین حمیمین سنوات طویلة وأعواماً عدیدة؟

وفی الحقیقة أن إرتکاب مثل هذا الفعل فی حق الزوجة شریکة الحیاة ما هو اِلاّ ظلم للنفس.

ثمّ إنّه سبحانه تعالى: (وأخذن منکم میثاقاً غلیظاً ) أی کیف تبخسون الزوجة حقّها فی الصداق وقد أخذت منکم ـ لدى عقد الزواج بینکما ـ میثاقاً غلیظاً وعهداً موثقاً بأن تؤدوا إلیهنّ حقوقهنّ کاملة، فکیف تتنکرون لهذا المیثاق المقدس وهذا العهد المأخوذ منکم لها حالة العقد؟

ثمّ یجب أن نعرف أنّ الآیة الحاضرة وإن وردت فی مقام تطلیق الزوجة الاُولى لغرض إحلال زوجة اُخرى مکانها إلاّ أنّها لا تختصّ بهذا المورد خاصّة، بل تعمّ کل موارد الطلاق الذی یتمّ باقتراح من جانب الزوج ولا تکون لدى الزوجة رغبة فی الإفتراق، فإنّه یجب على الزوج فی هذه الحالة أن یعطی الصداق بکامله إلى الزوجة إذا أراد أن یطلقها، وأن لا یسترد شیئاً من الصداق إذا کان قد أعطاه إیاها، سواء قصد أن یتزوج بامرأة اُخرى أو لا.

وعلى هذا تکون عبارة: (وإن أردتم استبدال زوج ) ناظرة فی الحقیقة إلى ما کان سائداً فی العهد الجاهلی، ولیس له أی دخل فی أصل الحکم، فهو لیس قیداً.

على أنّه ینبغی التنبیه أیضاً إلى أن لفظة «استبدال» تعنی طلب البدیل، ولهذا یکون قد أخذ فیها قید الإرادة، فإذا قرنت بکلمة «أردتم» فإنما ذلک لأجل التنبیه إلى نقطة فی المقام، وهی أنکم ـ عند تهیئة المقدمات والعزم على استبدال زوجة اُخرى ـ یجب أن لا تبدأوا من المقدمات غیر المشروعة الظالمة، فتضیّعوا مهر زوجتکم إذا أردتم زوجة اُخرى.


1. ولمزید التوضیح راجع من تفسیرنا هذا ذیل الآیة 15 من سورة آل عمران.
2. «الإفضاء» أصله من «الفضاء»، وهو السعة، وبذلک یکون معنى الإفضاء إیجاد السعة، لأنّ الإنسان بسبب الإتصال والتعایش مع شخص آخر یکون وکأنه وسع دائرة وجوده، ولهذا استعمل الإفضاء بمعنى الملامسة والإتصال.

 

سبب النّزولسورة النساء / الآیة 22
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma