امتیازات حقیقیة واُخرى زائفة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سبب النّزولسورة النساء / الآیة 125 ـ 126

لقد بیّنت هذه الآیة واحداً من أهم أعمدة أو أرکان الإسلام، هو أنّ القیمة الوجودیة لأی إنسان وما یناله من ثواب أو عقاب، لا تمت بصلة إلى دعاوى واُمنیات هذا الإنسان مطلقاً، بل إنّ تلک القیمة ترتبط بشکل وثیق بعمل الإنسان وإیمانه وإنّ هذا مبدأ ثابت، وسنّة غیر قابلة للتغییر، وقانون تتساوى الاُمم جمیعها أمامه، ولذلک تقول الآیة فی بدایتها: (لیس بأمانیکم ولا أمانی أهل الکتاب ) وتستطرد فتقول: (من یعمل سوءاً یجز به ولا یجد له من دون الله ولیاً ولا نصیراً ).

وکذلک الذین یعملون الخیر، ویتمتعون بالإیمان، سواء أکانوا من الرجال أو النساء ـ فإنّهم یدخلون الجنّة ولا یصیبهم أقل ظلم أبداً، حیث تقول الآیة: (ومن یعمل من الصالحات من ذکر أو اُنثى وهو مؤمن فاُولئک یدخلون الجنّة ولا یظلمون نقیراً ) (1).

وبهذه الصورة یعمد القرآن إلى نبذ کل العصبیات بکل بساطة، معتبراً الاعتبارات والإرتباطات المصطنعة الخیالیة والاجتماعیة والعرقیة وأمثالها خاویة من کل قیمة إذا قیست برسالة دینیة، ویعتبر الإیمان بمبادیء الرسالة والعمل بأحکامها هو الأساس.

وفی تفسیر الآیة الاُولى من الآیتین الأخیرتین حدیث نقلته مصادر الشیعة والسنّة، مفاده أنّ المسلمین حین نزلت هذه الآیة استولى علیهم الرعب وأخذوا یبکون خوفاً، لمعرفتهم بأنّ الإنسان معرض للخطأ ویحتمل کثیراً صدور ذنوب منه، فلو فرض عدم وجود عفو أو غفران وأن یؤاخذ کل إنسان بجریرته، فإنّ الأمر سیکون فی غایة الصعوبة، لذلک لجؤوا إلى النّبی (صلى الله علیه وآله) فذکروا له أنّ هذه الآیة قد أفقدتهم کل أمل، فأقسم النّبی لهم بالله أنّه ما جاءت به الآیة هو الصحیح، ولکنه بشّرهم بأنّها ستکون خیر محفز لهم للتقرب إلى الله والقیام بالأعمال الصالحة، وإنّ ما سیصیبهم من محن ومصائب وآلام حتى لو کانت من وخز شوکة سیکون کفارة لذنوبهم (2).

سؤال: من الممکن أن یستدل البعض من الجملة القرآنیة التالیة: (ولا یجد له من دون الله ولیاً ولا نصیراً ) على أن قضیة الشفاعة ونظائرها قد اُلغیت بهذه الآیة بصورة تامّة، فیعتبرونها دلیلا لإلغاء الشفاعة بصورة مطلقة.

الجواب: لقد أشرنا سابقاً إلى أنّ الشفاعة لا تعنی أنّ الشفعاء من أمثال الأنبیاء والأئمة والصالحین لهم جهاز أو تنظیم مستقل یقابل قدرة الله، بل الصحیح هو أنّ الشفعاء لا یشفعون لأحد إلاّ بإذن الله، وعلى هذا الأساس فإنّ مثل هذه الشفاعة ستعود فی النهایة إلى الله وتعتبر فرعاً من ولایة ونصرة وعون الله.

 


1. لقد أوضحنا المراد من عبارة «نقیر» فی تفسیر الآیة 53 من نفس هذه السورة.
2. تفسیر نور الثقلین، ج 1، ص 553.

 

سبب النّزولسورة النساء / الآیة 125 ـ 126
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma