دعوة مؤکّدة إلى العدالة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة المائدة / الآیة 8 ـ 10 العدل رکن إسلامی مهم

إنّ الآیة الاُولى من الآیات الثلاث أعلاه تدعو إلى تحقیق العدالة، وهی شبیهة بتلک الدعوة الواردة فی الآیة 135 من سورة النساء، التی مضى ذکرها مع اختلاف طفیف.

فتخاطب هذه الآیة أوّلا المؤمنین قائلة: (یا أیّها الذین آمنوا کونوا قوّامین لله شهداء بالقسط ).

ثمّ تشیر إلى أحد أسباب الانحراف عن العدالة، وتحذّر المسلمین من هذا الانحراف مؤکّدة أنّ الأحقاد والعداوات القبلیة والثارات الشخصیة، یجب أن لا تحول دون تحقیق العدل، ویجب أن لا تکون سبباً للإعتداء على حقوق الآخرین، لأنّ العدالة أرفع وأسمى من کل شیء، فتقول الآیة الکریمة: (ولا یجرمنکم شنآن قوم على ألا تعدلوا ) وتکرر الآیة التأکید لبیان ما للعدل من أهمیة قصوى فتقول (أعدلوا هو أقرب للتقوى ).

وبما أنّ العدالة تعتبر أهم أرکان التقوى، تؤکّد الآیة مرّة ثالثة قائلة: (واتقوا الله إنّ الله خبیر بما تعملون ).

والفرق بین فحوى هذه الآیة والآیة المشابهة لها الواردة فی سورة النساء، یتحدد من عدّة جهات:

أوّلا: إنّ الآیة الواردة فی سورة النساء دعت إلى إقامة العدل والشهادة لله، أمّا الآیة الأخیرة فقد دعت إلى القیام لله والشهادة بالحق والعدل، ولعل وجود هذا الفارق لأنّ الآیة الواردة فی سورة النساء استهدفت بیان ضرورة أن تکون الشهادة لله، لا لأقارب وذوی الشاهد، بینما الآیة الأخیرة ولکونها تتحدث عن الأعداء أوردت تعابیر مثل الشهادة بالعدل والقسط أی تجنب الشهادة بالظلم والجور.

ثانیاً: أشارت الآیة الواردة فی سورة النساء إلى واحد من عوامل الانحراف عن العدالة، بینما الآیة الأخیرة أشارت إلى عامل آخر فی نفس المجال، فهناک ذکرت الآیة عامل الحبّ المفرط الذی لا یستند على تبریر أو دلیل، بینما ذکرت الآیة الأخیرة الحقد المفرط الذی لا مبررله.

ولکن الآیتین کلیهما تتلاقیان فی عامل إتّباع الأهواء والنزوات التی تتحدث عنها الآیة الاُولى فی جملة: (فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا... ) (1) لأنّ الهوى مصدر کلّ ظلم وجور ینشأ من الإندفاع الأعمى وراء الأهواء والمصالح الشخصیة، لا من دافع الحب أو الکراهیة، وعلى هذا الأساس فإنّ المصدر الحقیقی للانحراف عن العدل هو نفس إتّباع الهوى، وقد جاء فی کلام النّبی (صلى الله علیه وآله) والإمام علی بن أبی طالب (علیه السلام) قولهما: «امّا إتّباع الهوى فیصدّ عن الحق» (2).


1. النساء، 135.
2. ورد هذا الحدیث نقلا عن النّبی (صلى الله علیه وآله) فی کتاب سفینة البحار فی مادة (هوى)، وورد فی کتاب نهج البلاغة فی الخطبة 42 نقلا عن علی بن أبی طالب (علیه السلام). اصول الکافی، ج 1، ص 44.

 

سورة المائدة / الآیة 8 ـ 10 العدل رکن إسلامی مهم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma