الشّرک ذنب لا یغتفر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
سورة النساء / الآیة 116 سورة النساء / الآیة 117 ـ 121

تشیر هذه الآیة مرة اُخرى إلى خطورة جریمة الشرک الذی یعتبر ذنباً لا یغتفر ولا یتصور وجود ذنب أعظم منه، ویأتی هذا البحث بعد أن تحدثت الآیات السابقة عن المنافقین والمرتدین الذین ینساقون بعد إسلامهم إلى الکفر.

ولقد مرّ ما یشابه مضمون هذه الآیة، فی نفس سورة النساء فی الآیة 48 وما إعادة تکرار مثل هذه المسائل التربویة إلا دلیل على بلاغة القرآن، لأنّ المسائل الأساسیة تستلزم التکرار فی فواصل مختلفة بغیة ترسیخها فی الأذهان والنفوس.

والحقیقة أنّ الذنوب تشبه سائر الأمراض، فما دام المرض لم یهاجم موقعاً مهماً فی جسم الإنسان ولم یشل أحد هذه المواقع، کانت القدرة الدفاعیة للجسم تحمل معها الشفاء والتحسن، ولکن لو هاجم المرض مرکزاً حساساً فی جسم الإنسان ـ مثل الدماغ ـ وأوجد نتیجة لذلک شللا فی الجسم، فإنّ أبواب الأمل بالشفاء والتحسن قد تغلق فی مثل هذه الحالة التی تنذر بقدوم الموت المحتم.

والشرک کهذا المرض الأخیر یشل مرکزاً حساساً فی روح الإنسان، وینشر الظلمة فی نفسه، وإذا استمر الشرک فلا أمل یرتجى فی نجاة الإنسان، بینما لو بقیت حقیقة التوحید وعبادة الواحد الأحد التی هی ینبوع کل فضیلة وحرکة ... لو بقیت هذه الحقیقة حیة فلا یعدم الإنسان الأمل فی غفران ذنوبه الاُخرى، وفی هذا المجال تقول الآیة الکریمة: (إنّ الله لا یغفر أن یشرک به ویغفرما دون ذلک لمن یشاء ).

وقد قلنا: بأنّ هذه الآیة قد تکررت مرّتین فی هذه السورة، وما ذلک إلاّ لتزیل آثار الشرک والوثنیة ـ وإلى الأبد ـ من نفوس اُولئک الناس الذین ظل الشرک یعشعش فی أعماق نفوسهم لآماد طویلة، ولتظهر آثار التوحید المعنویة والمادیة على وجوه هؤلاء.

ولکن تتمة الآیتین تختلف فی إحداهما عن الأخرى اختلافاً طفیفاً، حیث تقول الآیة الأخیرة: (ومن یشرک بالله فقد ضل ضلالا بعیداً ) بینما یقول فی مورد سابق (ومن یشرک بالله فقد افترى إثماً عظیماً ).

وفی الحقیقة فإنّ الآیة السابقة تشیر إلى الفساد العظیم الذی ینطوی علیه الشرک فیما یخص الجانب الإلهی، ومعرفة الله، أمّا الآیة الأخیرة فقد بیّنت الأضرار التی یلحقها الشرک بنفس الإنسان والتی لا یمکن تلافیها، فهناک تبحث الآیة فی الجانب العلمی من القضیة، وهنا تتناول الآیة الأخیرة الجانب العملی منها ونتائجها الخارجیة.

ویتّضح من هذا أنّ الآیتین تعتبر اُحداهما بالنسبة للأخرى بمثابة اللازم والملزوم بحسب الإصطلاح (وقد اشتمل الجزء الثّالث من نفس هذا التّفسیر على توضیحات أکثر حول هذه الآیة).

 

سورة النساء / الآیة 116 سورة النساء / الآیة 117 ـ 121
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma