مصدر عصمة الأنبیاء

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الامثل 3
التّفسیرسورة النساء / الآیة 114

إنّ هذه الآیة الأخیرة من الآیات التی تشیر إلى عصمة النّبی (صلى الله علیه وآله) عن ارتکاب الخطأ والسهو والذنب، فتقول بأنّ العون الإلهی الذی شمل النّبی (صلى الله علیه وآله) هو الذی صانه من الخطأ والضلالة التی کان یرید المنافقون أن یوقعوه فیهما، ولکنّهم وبفضل هذه المعونة الإلهیة عجزوا عن تحقیق مآربهم، ولم یلحق النّبی (صلى الله علیه وآله) أی ضرر نتیجة کید المنافقین.

وهکذا فقد عصم الله نبیّه وصانه من کل خطأ أو سهو أو ذنب، کی یستطیع النّبی (صلى الله علیه وآله) أن یصبح قدوة وأسوة للاُمّة الإسلامیة ونبراساً لها فی فعل الخیرات والحسنات، وقد صانه الله العزیز القدیر من عواقب کل خطأ یحتمل أن یقع فیه أی زعیم، لکی یبعد الاُمّة الإسلامیة عن الحیرة فی قضیة إطاعة الرّسول (صلى الله علیه وآله)، ولیجنبها التناقض بین فعلی الطاعة وعدمها، نعم لقد عصم الله نبیّه محمّد (صلى الله علیه وآله) من کل خطأ، لکی یضمن له ثقة المسلمین الکاملة به، حیث تعتبر هذه الثقة من أولویات شروط الزعامة الإلهیة.

وقد ورد فی آخر الآیة دلیل من الأدلة الأساسیة لقضیة العصمة بشکل مجمل، وهذا الدلیل هو قوله تعالى أنّه علم نبیّه (صلى الله علیه وآله) من العلوم والمعارف التی یکون النّبی فی ظلها مصوناً من الوقوع فی أی خطأ أو زلل، ولأنّ العلم والمعرفة تکون نتیجتهما فی المرحلة النهائیة حفظ الإنسان من ارتکاب الخطأ.

فالطبیب ـ مثلا ـ لا یقدم أبداً على شرب ماء ملوث بأنواع الجراثیم الفتاکة، بعد أن أجرى علیه الفحوصات المختبریة واکتشف تلوثه بتلک الجراثیم الخطیرة.

نستنتج من هذا المثل أنّ علم الطب الذی تعلمه هذا الطبیب، هو السبب فی حفظه ومنعه من شرب الماء الملوث بالجراثیم القاتلة، فقد وفّر هذا العلم العصمة والمصونة للطبیب حیال

إرتکاب مثل هذا الخطأ، لکن الإنسان الذی یجهل خطورة ذلک الماء یحتمل کثیراً أن یقدم على شربه.

وهکذا یتبیّن أنّ مصدر الکثیر من الأخطاء هو الجهل بمقدمات العمل أو مستلزماته أو عواقبه، لذلک فإنّ من یحاط عن طریق الوحی الإلهی إحاطة کاملة بالقضایا المختلفة ومقدماتها ومستلزماتها وعواقبها لن یقع فی خطأ، ولن یرتکب أی زلل أبداً، ولن یضل الطریق، ولن یمارس ذنباً مطلقاً.

ویجب أن لا نقع فی الوهم هنا، فإنّ هذا العلم الذی بحوزة النّبی (صلى الله علیه وآله) من جانب الله سبحانه وتعالى لیس عملا مفروضاً ولا یحمل طابع القسر والإجبار، أی إنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) لیس مجبوراً أبداً على أن یعمل بعلمه، بل إنّه یمارس عمله بکامل اختیاره، فکما أنّ الطبیب الذی ذکرناه فی مثلنا السابق مع علمه بحالة الماء الملوث فإنّه لیس مرغماً على عدم شرب هذا الماء، بل هو بإرادته المطلقة یمتنع عن شربه.

السؤال: وإذا تساءل أحد لماذا شمل الله نبیّه وحده بهذا الفضل الإلهی، ولم یشمل الآخرین؟

الجواب: إنّ ذلک قد حدث للمسؤولیة العظیمة والخطیرة التی تتضمنها القیادة التی اُنیطت بالنّبی (صلى الله علیه وآله) وحمل اعباءها الثقیلة على عاتقه، ولأنّ الآخرین لا یحملون مثل هذه الأعباء الثقیلة، لذلک فإنّ الله اللّطیف الخبیر یهب لعبده من القدرة والطاقة بمقدار ما یضع على عاتق هذا العبد من مسؤولیات، ولن یکلف الله نفساً إلاّ وسعها فیجب التعمق فی هذا الأمر.

 

التّفسیرسورة النساء / الآیة 114
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma